جدل بألمانيا حول حرب أفغانستان

متظاهرون ألمان معارضون لتواجد جيشهم في أفغانستان . الجزيرة نت
استطلاع أظهر أن 69% من الألمان يريدون انسحابا فوريا من أفغانستان (الجزيرة نت)
 
خالد شمت-برلين
 
جدد إعلان وزارة دفاع ألمانيا عن مشاركة مئات من جنودها مباشرة في الهجوم على حركة طالبان بولاية قندوز الشمالية، الجدل السياسي والشعبي حول جدوى وجود الجيش الألماني في أفغانستان بعد ارتفاع عدد قتلاه إلى 35.
 
وقال بيان صحفي للوزارة إن ثلاثمائة جندي ألماني -مدعومين جوا ويستخدمون للمرة الأولى أسلحة ثقيلة تشمل قذائف هاون عيار 120 ملم ومركبات مشاة مدرعة من طراز ماردر المزودة بمدافع 20 ملم- يشاركون في هجوم بقيادة الجيش الأفغاني ويشارك فيه جنود قوة المساعدة الأمنية (إيساف) ويعتبر الهجوم هو الأكبر للقوات الألمانية منذ انتشارها في أفغانستان في 2002.
 
وحدد المفتش العام للجيش الألماني الجنرال فولفغانغ شنايدرهان الهدف في تدمير مواقع طالبان في محيط قندوز لتأمين سير انتخابات رئاسية تجرى الشهر القادم.
 

يونغ حذر من
يونغ حذر من "الاستغلال الرخيص" للمشاركة الألمانية بأفغانستان (رويترز)

إمكانات النجاح


واعترف الجنرال بتفاقم الوضع الأمني حول قندوز وتحدث عن ارتفاع عدد الكمائن المتفجرة التي تتعرض لها القوات الألمانية وجنود الإيساف منذ مارس/آذار الماضي والتي تنصبها طالبان التي "طورت أداءها العسكري وأصبحت تستخدم القذائف المحمولة في الهجوم من جهتين مما دعا الجنود الألمان لاستخدام مركبات المشاة المدرعة".
 
وأصر وزير الدفاع فرانس جوزيف يونغ علي أن القوات الألمانية لا تشارك في حرب، لكنه أقر بتردي الأوضاع في محيط قندوز، وإن تحدث عن امتلاك إيساف إمكانات النجاح.
 
وفيما بدا رسالة لحزب اليسار المعارض حذر يونغ من "الاستغلال الرخيص لمشاركة القوات الألمانية" في هجوم قندوز في حملة الانتخابات العامة في سبتمبر/أيلول القادم.
 
واليسار الوحيد بين الأحزاب الممثلة في البرلمان (البوندستاغ) الذي رفض مهمة القوات الألمانية في أفغانستان وطالب بسحبها سريعا.

ورطوه
وجاءت المشاركة الألمانية في الهجوم، عقب تصديق البرلمان علي تغيير مهمة الوحدات في أفغانستان، وزيادة عددها ليصل إلى 4400 جندي كحد أقصى بحلول انتخابات الرئاسة، وتمديد مراقبة طائرات أواكس للأجواء الأفغانية حتى ديسمبر/كانون الأول القادم.

 
وفي أول رد فعل على تعليق وزارة الدفاع على هجوم قندوز جدد زعيم حزب اليسار أوسكار لافونتين مطالبته بـ"سحب فوري للجيش الألماني الذي وُرّط بشكل غير مسؤول في حرب اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه أن النصر فيها غير ممكن" واعتبر أن استمرار مشاركة ألمانيا يزيد خطر تعرضها للإرهاب.
 
وطالب نورمان بيش المتحدث باسم حزب اليسار في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان حكومة أنجيلا ميركل بالتوقف عن رسم صور وردية للمواطنين حول أحداث جبال الهندوكوش، قائلا إن سياستها الأفغانية تناقض رغبة أغلبية الألمان، وإن الأفغان يستطيعون حل مشكلة بلادهم جيدا دون قوات أجنبية.
 

35 جنديا ألمانيا قتلوا بأفغانستان منذ 2002 (رويترز-أرشيف)
35 جنديا ألمانيا قتلوا بأفغانستان منذ 2002 (رويترز-أرشيف)

ودعت اللجنة الألمانية لمقترحات السلام لنقاش مجتمعي صريح حول دور الجيش الألماني، وقالت إن كل من يعرف أفغانستان يدرك أن مصير البريطانيين هناك قبل قرنين والسوفيات قبل عشرين عاما سيكون مصير الناتو أيضا. 

دعوة لكرزاي
لكن إيكرت فون كلادن عضوة البرلمان عن الحزب المسيحي الديمقراطي رفضت الدعوة لسحب القوات الألمانية، وشبهت هذا السيناريو بلعبة الدومينو التي يتوالى سقوط أحجارها إذا سقط حجر واحد.

 
واقترح رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي وزير الدفاع السابق بيتر شتروك دعوة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي للحديث أمام البرلمان لإقناع مواطني ألمانيا بجدوى تواجد جيشهم.
 
وأظهر استطلاع للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني أن 69% من الألمان يطالبون بسحب فوري لجنودهم مقابل 27% يؤيدون بقاءهم.
المصدر : الجزيرة