هل الحريري للتهدئة والسنيورة للتوتير؟

صورة تجمع سعد الحريري وفؤاد السنيورة
رئاسة الحكومة اللبنانية بين السنيورة (يمين) والحريري (وكالات-أرشيف)
 
نال تيار المستقبل العدد الأعلى من النواب السنّة في البرلمان البناني الجديد، ما طرح أحقية تولي رئيسه سعد الحريري حقيبة رئاسة الحكومة، المقعد المخصص للطائفة السنية في الدستور اللبناني.

وتطالب قوى متعددة -منها المعارضة- بتولي الحريري المنصب لأنها ترى في ذلك تكريسا لتفاهم سوري سعودي، يترجم بتجديد انتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب للسنوات الأربع القادمة، وتولي الحريري رئاسة الحكومة، ما سيعكس على البلاد فترة من الهدوء.
 
ورغم أن العديد من الشخصيات المعارضة والموالية رأت في أحاديث سابقة للجزيرة نت أن المنطق يفرض أن يأتي الحريري رئيسا للحكومة في لبنان، لكن الوقائع السياسية قد تأتي بسواه.
 
وفي هذا السياق، صرّح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية -في حديث لتلفزيون OTV الناطق باسم التيار الوطني الحر- بأن "الجميع بانتظار عودة النائب سعد الحريري من السعودية، وفي حالة عودة فؤاد السنيورة فلن نستبشر خيرا لأن السعودية وقتها تكون قررت أن تستمر بشد الكباش اللبناني".
 
وأوضح عضو اللجنة السياسية لتيار المردة شادي سعد مقاصد فرنجية بقوله إن "الحريري أطلّ للمرة الأولى كمرشح لرئاسة الحكومة بوجه منفتح على الجميع، ما بعث على الأمل بالتوافق، غير أن الرئيس السنيورة كان رمزا للتجاذبات في الحكومات السابقة، ومجيئه الآن يعني العودة إلى شعارات تلك المرحلة المتوترة بقرار إقليمي دولي، وهذا ما لا نرغب العودة بالبلاد إليه".
 
ترؤس الحريري
ويعتقد المحلل السياسي من معهد كارنيغي للسلام في الشرق الأوسط بول سالم في تصريح للجزيرة نت أن "وصول الحريري لرئاسة الحكومة يرتبط بعدة عوامل، منها العلاقة مع سوريا، وهذا موقف محرج له، ومنها الشروط التفشيلية التي يمكن للمعارضة أن تضعها في طريقه كالثلث الضامن، وتكرار الظروف عينها زمن حكومات السنيورة".
 
ورأى النائب المنتخب في كتلة تيار المستقبل نضال طعمة أن "الأكثرية النيابية هي اليوم مع تيار المستقبل مما يجعل اسم سعد الحريري الأبرز لتولي الرئاسة إلاّ إذا كانت ظروف معينة تجعله يعزف شخصيا عن تولي المهمة".
 
وقال للجزيرة نت "أرى في تولي الحريري الرئاسة تكريسا للأجواء الإيجابية في البلد، وتكريسا لدور والده الذي برع في تدوير الزوايا مع جميع الأطراف".
 
ورأى نائب التيار الوطني الحر يوسف خليل في تصريح للجزيرة نت أنه "رغم أن الانتخابات أشارت إلى أغلبية قوية لسعد الحريري، غير أننا أمام خيار آخر هو الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك بحسب ما تسفر عنه المشاورات النيابية، وما يستقر عليه النقاش إن في الداخل، أو في البعدين الإقليمي والدولي".
 

نائب تيار المستقبل نضال طعمة (الجزيرة نت)
نائب تيار المستقبل نضال طعمة (الجزيرة نت)

معنى العودة

ويرى سالم أن "عودة السنيورة من شأنها تسهيل المصالحة مع سوريا، وبذلك يفك الإحراج المتأتي عن الموضوع عن سعد الحريري. وبخصوص شعارات المرحلة السابقة التي سادت فترة حكم السنيورة، فهي غيرها الآن، والشعارات لا يحملها السنيورة لوحده، ولا هو يحدد المرحلة الاقليمية".
 
ويوافقه خليل الرأي "فانتخاب السنيورة يعني العودة إلى ما قبل الانتخابات النيابية، أي فترة الهدوء والتوافق (التي أعقبت اتفاق الدوحة)، وأن الأولوية ستكون في المرحلة القادمة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية".
 
وقال طعمة إن تجربة الرئيس السنيورة في الحكم زادته خبرة وحنكة إلا أنها كانت فترة تصادمات ومواجهات داخلية حادة، "وأتمنى ألا تكون هناك عودة للتفرقة بين اللبنانيين، وبالتالي تنتفي الحاجة إلى خبرة الرئيس السنيورة الذي أثبت كفاءة في إدارة هذه الأزمات".
 
وقال إن "المقارنة بين الحريري والرئيس السنيورة لا تجوز كتفضيل، إنما كتقدير لما يتلاءم مع ظروف المرحلة".
المصدر : الجزيرة