تفاقم أوضاع النازحين في بونتلاند

أوضاع النازحين الصوماليين في بونتلاند
بيوت متهالكة لا تقي حرا ولا بردا (الجزيرة نت)
 
عبد الرحمن سهل-بوصاصو
 
يواجه آلاف النازحين الصوماليين من الجنوب إلى منطقة بونتلاند ظروفا إنسانية بالغة التعقيد حسب رواياتهم وقصصهم الحزينة التي يروونها للجزيرة نت.
 
تقول السيدة خديجة خميس عبد الله، وهي أم لتسعة أولاد وتقيم في مخيم 100 بوشكا أكبر مخيمات النازحين بمدينة بوصاصو في بونتلاند "لم أنس حتى الآن الذكريات المؤلمة، التي تحولت إلى كابوس مخيف يطاردني، قتلى، وجرحى مدنيين، وجثث، ونهب الأموال والاغتصاب في العاصمة مقديشو".
 
وأضافت "الحمد لله على كل حال، ونحن ننعم الآن بالأمن والاستقرار، ونشكر الله على ذلك" مشيرة إلى أنها تعيش الآن في بوصاصو منذ 14 عاما.
 
أما عن الحالة المعيشية فتروي السيدة مركبو محمد عمر قصتها الإنسانية للجزيرة نت حيث تقول "أنا أم لأربعة أطفال، ونعيش في حالة سيئة للغاية، لا طعام ولا شراب، ونقيم في بوصاصو منذ ثلاثة أعوام". أما زوجها نور عبده فهو عاطل عن العمل بسبب إصابته بطلقة نارية في العاصمة مقديشو والتي حولت حياته إلى جحيم.
 
أما السيدة أفريكو معلم عمر أحمد (28 عاما) التي نزحت هي وأسرتها من العاصمة مقديشو في شهر مايو/ أيار الماضي فإن قصتها الإنسانية لا تختلف عن القصص السابقة، وهي أم لستة أطفال، وقد أنجبت سادسهم قبل عشرين يوما. وتقول للجزيرة نت "لا أجد ما أعطي أولادي من الطعام، والشراب، ونفتقر إلى الحاجات الضرورية".
 
ويقدم برامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مساعدات غذائية للنازحين مرة كل ستة أشهر، غير أن أفريكو معلم تقول إنها مساعدات غذائية للكبار رغم قلتها، وليست للصغار على الإطلاق.
 

السيدة مركبو محمد عمر: حالتنا المعيشية سيئة للغاية (الجزيرة نت) 
السيدة مركبو محمد عمر: حالتنا المعيشية سيئة للغاية (الجزيرة نت) 

البيوت والصحة
أما بيوت النازحين المتناثرة في أطراف مدينة بوصاصو فهي شاهدة على معاناتهم الإنسانية التي لا تفارقهم منذ فرارهم من بيوتهم في جنوب الصومال نحو منطقة بونتلاند الأكثر استقرارا وأمنا في جمهورية الصومال.
 
فهذه البيوت هي بيوت متهالكة مصنوعة من المواد المحلية والتي لا تقيهم حرا ولا بردا.

 
أما الحديث عن الرعاية الصحية فهو ضرب من الخيال كما يقول معلم داود عبد الرحمن، وتقدر عدد مخيمات النازحين في بوصاصو وحدها بحوالي 25 مخيما أكبرها مخيم 100 بوشكا حيث تسكن فيه 950 أسرة.
 
لا مدارس
ولا توجد مدارس ولا معاهد في مخيمات النازحين في بوصاصو، وتوجد فقط  الخلاوي القرآنية التي يبدو أنها تعوض غياب التعليم النظامي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها هؤلاء في وضعهم الجديد في بونتلاند.
 
وفي مخيم 100 بوشكا توجد خلوة قرآنية يقوم بتدريس الطلاب فيها الشيخ أحمد عبد الرحمن أنس والذي يقول "يقدر عدد طلاب الخلوة بـ130 طالبا 50 منهم بنات، ومقر الخلوة لا يتسع لهذا العدد، فكثير من طلابها يجلسون على التراب، كما لا تتوفر فيها مصاحف ويستخدمون الألواح العريضة المصنوعة من الخشب، وأقلام مبرية منه، إضافة إلى الحبر التقليدي".
 

مقر الخلوة لا يتسع لعدد الطلاب (الجزيرة نت)
مقر الخلوة لا يتسع لعدد الطلاب (الجزيرة نت)

ويضيف الشيخ أنس "لا أحد يهتم بنا، لا جهات محلية ولا خارجية تقدم لنا المساعدات ولو حتى المصاحف"، مشيرا إلى أن أكبر مشكلة تواجههم الآن هي ضيق مقر الخلوة.

 
وعن الرسوم الدراسية في الخلوة يقول إنها دولار واحد لكل طالب غير أن أغلبهم يتلقون دروسهم مجانا.
 
وعن نسبة الذين يلتحقون بالخلوة القرآنية، يقول داود عبد الرحمن إنها تقدر بحوالي 30% فقط أما البقية فهم يغدون في الصباح لتأمين قوت يومهم، ويعملون في مهن تنظيف السيارات والأحذية وجمع أوراق القات.
المصدر : الجزيرة