المنطقة العربية تتضرر من تغير المناخ

الأسماء الواردة بالصورة من اليمين إلى الشمالالسيد / حافظ شقير المدير الاقليمي للدول العربية بصندوق الأمم المتحدة للسكان د. سيما بحوث الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول السيد / خالد الوحيشي رئيس إدارة السياسات السكانية والهجرة بجامعة الدول العربية
عبدالحافظ الصاوي-القاهرة
 
كشف مسؤول في الأمم المتحدة أن المنطقة العربية سوف تكون المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية ما سيعمق مشكلات التصحر والفقر المائي والهجرة وانخفاض الناتج المحلي.
 
وقال المدير الإقليمي للدول العربية بصندوق الأمم المتحدة للسكان حافظ شقير إن تلك التوقعات تأتي رغم أن المنطقة لا تسهم بأكثر من نسبة 3% من الانبعاثات الكربونية.
 
وجاءت هذه التصريحات بمناسبة إطلاق تقرير "حالة سكان العالم 2009 .. في مواجهة عالم متغير: المرأة والسكان والمناخ" أمس بالقاهرة.
 
وذكر التقرير أن الدول الغنية سوف يكون لديها في المقابل ما يسمح لها بمواجهة تلك التغيرات المناخية والتكيف معها، رغم أنها هي المتسبب الأكبر في حدوثها.
 
المرأة العربية
من جهتها أشارت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية سيما بحوث إلى أن أهم ما تناوله التقرير هو الإشارة إلى معاناة المرأة في ظل النتائج السلبية للتغيرات المناخية، سواء في المنطقة العربية أو الأفريقية.
 
وأوضحت أن نسبة العاملات في قطاع الزراعة في العديد من البلدان العربية تزيد عن 50%، وهو القطاع الأكثر تضررا من التغيرات المناخية.
 
وأضافت بحوث أن ظاهرة الهجرة البينية سوف تتفاقم في المنطقة العربية في ظل التغيرات المناخية المرتقبة، وهو ما يجعل من ظاهرة اللجوء بالمنطقة واحدة من أضخم التحديات السكانية، مبرزة أن المنطقة العربية تؤوي حاليا ما يزيد عن 40% من لاجئي العالم.
 
شقير قال إن المنطقة العربية تسهم بنسبة 3% من الانبعاثات الكربونية (الجزيرة نت)
شقير قال إن المنطقة العربية تسهم بنسبة 3% من الانبعاثات الكربونية (الجزيرة نت)

وطالبت بحوث الدول العربية بإيلاء اهتمام خاص لمجموعة من القضايا، من أجل التكيف مع التغيرات المناخية، مثل إدارة أزمة المياه وتأثير ذلك على النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتأثير التغيرات المناخية على الفقراء والمهمشين في البلدان العربية وتحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة المرأة والشباب.

 
مخاوف
ويرى الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق أن بعض النتائج التي توصل إليها التقرير تنطلق من المنظومة الفكرية التي تدير تقارير المنظمات الدولية، التي تتبلور حول النظرة الجزئية للقضايا، مثلا من خلال التركيز على تضرر المرأة بشكل أكبر من التغيرات المناخية السلبية.
 
وقال إن هذا الطرح للقضية يعد بذرة لفكرة تبرئة الدول المتقدمة من دورها في تعاظم الظاهرة، وتحميل الدول النامية مسؤولية الانبعاثات الكربونية.
 
من جهته يرى الأستاذ الجامعي المصري مصطفى كامل السيد أن المخاطر التي تهدد المنطقة لا تنحصر في التغيرات المناخية، ولكن هناك أوضاعا سياسية واقتصادية مثل حروب السودان والصومال والعراق وفلسطين أو الأداء التنموي المتواضع.
 
وأضاف في ما يخص المشكلة السكانية أنه ينظر إليها على أنها قضية عددية، في الوقت الذي تغيب فيه معالجتها من منظور كيفي، وما يتطلبه ذلك من تحسين الخصائص السكانية من حيث التعليم والصحة وغيرها.
 
وأشار السيد إلى أن النظرة الغالبة في المنطقة العربية للتعامل مع مشكلة التغير المناخي تدور حول سيناريو التفاؤل وتستبعد التشاؤم، وأوضح أنه من الواجب على الحكومات العربية العمل على بناء سياسات للتعامل مع السيناريو المتشائم.
المصدر : الجزيرة