لماذا لا تقتدي الدول العربية بالموقفين الفنزويلي والبوليفي؟
عدي جوني-الجزيرة نت
ويبدو السؤال أكثر إلحاحا لدى المواطن العربي في ظل المناظر المروعة الواردة من قطاع غزة على خلفية أن الدول العربية بحكم عوامل اللغة والدين والهوية القومية ومركزية القضية الفلسطينية هي أولى بهذه الخطوة وإن كانت لا تتجاوز أضعف الإيمان.
ومما عزز إمكانية تطبيق هذا التوجه الإشارة الصريحة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إن أي قمة عربية حول غزة يجب أن تناقش مسألة سحب المبادرة العربية للسلام ووقف التطبيع مع إسرائيل بما في ذلك إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية.
أما بالنسبة للدول العربية ذات العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فالأمر -بحسب رأي بشارة متحدثا إلى الجزيرة نت- يتعلق بأنظمة يمينية محافظة ارتبطت بمصالح إستراتيجية معينة مع الولايات المتحدة منذ اتفاقيات كامب ديفد وصولا إلى مؤتمر أوسلو.
ومن هذا التوصيف، يأتي موقف هذه الدول في عدم الاقتداء بالمثال اللاتيني من كونها اتخذت قرارها بالسير في مجال التسوية السياسية التي تتناقض كليا مع مفهوم المقاومة، وحرصا منها في الوقت ذاته على مصالحها -بما فيها التنسيق الأمني- مع الولايات المتحدة.
وأوضح في حديث للجزيرة نت أن الواقع العملي يدل على أنه حتى في حال قطع العلاقات كما يطالب به الشارع العربي، فإن ذلك لن يشكل رادعا قويا لإسرائيل عن عدوانها السافر على قطاع غزة مستشهدا على ذلك بتجاهلها الواضح لقرار مجلس الأمن الأخير الداعي لوقف إطلاق النار.
توظيف براغماتي
صحيح أن تركيا رفعت منسوب خطابها السياسي المناهض لإسرائيل -كما يقول شفيق للجزيرة نت- إلا أنها لا يمكن أن تلغي من يديها ورقة العلاقات الدبلوماسية والثنائية الجيدة مع إسرائيل لممارسة الضغوط عليها وإجبارها على قبول وقف إطلاق النار مثلا.
وعلاوة على ذلك -يضيف شفيق- فلا يمكن لأحد أن يتجاهل وجود مصالح إستراتيجية بين تركيا وإسرائيل على صعيد التعاون العسكري التكنولوجي ومسائل أخرى مذكرا بأن اللوبي اليهودي في الكونغرس الأميركي هو الذي عطل إثارة المسألة الأرمنية.