قاعدة اليمن تختار ذكرى غزوة بدر لمهاجمة السفارة الأميركية

حطام السيارة المفخخة التي أعدها المهاجمون لمهاجمة السفارة الأميركية (الفرنسية)

عبده عايش-صنعاء

لم يكن اختيار يوم السابع عشر من رمضان اعتباطيا -وفقا لمحللين سياسيين- بالنسبة لجماعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة، لتنفذ عمليتها العسكرية الأخيرة ضد السفارة الأميركية في صنعاء. 

ويشير هؤلاء لارتباط هذا التاريخ بذكرى غزوة بدر الكبرى التي خاض فيها المسلمون أول موقعة حربية وانتصروا فيها على أعدائهم من مشركي قريش.

دلالات العملية
واتبع المهاجمون -حسب مصادر تحدثت للجزيرة نت- عملية تمويه "خطيرة"، حيث استخدموا سيارات وملابس شبه عسكرية، واختاروا لعمليتهم توقيتا مبكرا يتزامن مع تواجد موظفي السفارة، وبذات الوقت يحقق لهم عنصر المفاجأة، ويضمن إمكانية وصولهم للهدف حيث تخلو الشوارع من المارة.

ووفقا للباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد علي الجمحي فإن القاعدة أرادت أن تربط عملية استهداف السفارة الأميركية برابط عقائدي، فاختاروا ذكرى معركة بدر.

ومن وجهة نظر الجمحي فإن العملية كانت نوعية ومخططا لها بدقة، مشيرا في حديثة مع الجزيرة نت، إلى أن القاعدة في اليمن استخدمت لأول مرة سيارات مفخخة في قلب العاصمة صنعاء، كما أن المهاجمين استخدموا صورايخ (آر بي جي)، والرشاشات والقنابل.

وأوضح الجمحي أن السفارة الأميركية بالنسبة للقاعدة تمثل رمزا، واستهدافها يعني ضربة موجهة للولايات المتحدة، وكل عمليات التنظيم منذ بداية العام الجاري تستهدف المصالح الأميركية، "وقد أرادوا بعملياتهم هذه استجلاب التأييد والتعاطف العام واستقطاب الشباب".

غير أن الباحث بشؤون تنظيم القاعدة وصف "هذه العملية بالطائشة والحمقاء"، وأنها "ستقضي على التأييد الشعبي الذي يحظى به تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية بشكل كبير"، لأن كل الضحايا الستة عشر يمنيون سواء المهاجمين أو جنود الحراسة والمدنيين الثلاثة باستثناء امرأة هندية.

إستراتيجية القاعدة

وجود أمني مكثف بمحيط السفارة بعد تعرضها للهجوم (الفرنسية)
وجود أمني مكثف بمحيط السفارة بعد تعرضها للهجوم (الفرنسية)

لكن المتخصص بشؤون الإرهاب عبد الإله حيدر شائع رأى أن العملية كانت ناجحة بمقاييس المعركة الدائرة في "حرب الإرهاب"، حيث أنها ضربت المنظومة الأمنية للأميركيين، ولم تضرب أسوار السفارة فقط، كما أبقت مستوى التهديد الأمني مرتفعا، وهو ما يحقق إستراتيجية عليا للقاعدة في معركتها ضد الأميركيين.

وقال شائع للجزيرة نت "إن القاعدة تركز في ضرباتها على مناطق في إستراتيجية التحالف الدولي، وجنوب الجزيرة العربية هو الحزام الأمني الذي يؤمن البحار والمنافذ الهامة من باب المندب إلى خليج عدن إلى البحر العربي وكلها شواطئ يمنية".

واعتبر أن القاعدة تفضل أن تخوض معركة رئيسية في اليمن، لأنها في فكرها وفقهها "أرض المدد" التي تنطلق منها السرايا لمواجهة "الحملة الصهيوصليبية" في كل مكان بالعالم، وبالتالي لا بد من عمليات مستمرة من هذا النوع لتفكيك النظام القائم في صنعاء، وطرد التواجد الأميركي.

إلا أن الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سراج الدين اليماني قال إن عمليات القاعدة تقف وراءها جهات خارجية واستخبارات عالمية، الهدف منها إضعاف موقف الحكومة اليمنية، وجعلها عرضة لمزيد من الضغوط الأميركية.

وقال للجزيرة نت إن الولايات المتحدة تريد أن يكون لها تواجد عسكري مباشر فوق الأراضي اليمنية، للسيطرة على مضيق باب المندب وخليج عدن وأيضا على منابع النفط.

المصدر : الجزيرة