تعليم اللغة الفرنسية يبدأ منذ الصغر بالمغرب

: مقر المعهد الثقافي الفرنسي بمدينة القنيطرة-40 كلم شمال الرباط

 مقر المعهد الثقافي الفرنسي بمدينة القنيطرة شمال الرباط (الجزيرة نت)

الحسن السرات-الرباط

بلغت هيمنة اللغة الفرنسية بالمغرب حدا وصل اعتمادها بالتعليم منذ وقت مبكر من حياة الطفل المغربي. وبسبب ضغوط اجتماعية وثقافية تمضي الفرنسية في مزاحمة اللغة العربية الأم، وبفضل اتفاقيات تعاون بين المغرب وفرنسا يستطيع الفرنسيون التدخل المباشر لحماية لغتهم والتمكين لها على المستويين العام والخاص.

ويصل تغلغل اللغة الفرنسية بمراحل التعليم المغربي إلى مستويات مبكرة من تعليم الطفل، إذ تعتمد مؤسسات التعليم الأولِي (ما قبل المدرسي: من 4 إلى 5 سنوات)، تدريس مبادئ اللغة الفرنسية قراءة وكتابة.

ويتم ذلك على الرغم من أن القانون المنظم لهذه المرحلة  يمنع تعليم لغة أخرى غير العربية. ويرى موجه التعليم الأولي بأكاديمية القنيطرة (40 كلم شمال الرباط) إدريس الكزدي أن ضغط الأسر والمجتمع يرغم المربين والمديرين على إدراج تعليم الفرنسية للأطفال لاعتقادهم أن التحدث بها علامة على التقدم.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن من شأن إدراج لغة أجنبية ثانية إلى جانب اللغة الأم في هذه المرحلة أن يربك الطفل ويعرقل نموه اللغوي، لأن العربية تكتب من اليمين إلى اليسار في حين أن الفرنسية تكتب من اليسار إلى اليمين، بالإضافة إلى أن الطفل عندما ينتقل من هذا السلك من التعليم إلى التعليم الابتدائي لا يشرع في تعلم الفرنسية إلا في السنة الثالثة.

"
فرنسا تتمكن من خلال اتفاقيات التعاون الثقافي وميزانيات البعثات الثقافية من متابعة تعليم لغتها في المدارس المغربية
"

المناهج الفرنسية
مناهج تعليم الفرنسية تنقسم إلى مناهج تعتمدها وزارة التربية الوطنية بالمغرب، ومناهج مستوردة من فرنسا. أما الأولى فهي المعتمدة في جميع مراحل التعليم الرسمي، في حين أن الثانية يقبل عليها التعليم الخاص بكل مستوياته الدنيا والعليا.

ويمضي النشاط الثقافي الفرنسي بالمغرب بموجب اتفاقيات وقعت بين البلدين تعطي لفرنسا امتيازا خاصا، بالمقارنة مع الدول الغربية الأخرى. ويمكن لباريس بموجب هذه الاتفاقيات  التدخل في تعليم اللغة الفرنسية بالمدارس المغربية العمومية، ومتابعة تطورها في المجال العام و"جعل المراكز الثقافية الفرنسية أدوات تغيير".

وتخصص فرنسا تمويلا لهذا النشاط قدره 5.5 ملايين يورو، أي 12% من الميزانية المخصصة للبعثات الثقافية الفرنسية بالمغرب. كما أن هناك عشرات من الاتفاقيات بين المعاهد والجامعات والمدن الفرنسية مع نظيراتها بالمغرب للتعاون في المجال الثقافي والتربوي توفر لفرنسا مجالا واسعا لرعاية لغتها وتقويتها.

وفي هذا السياق ينظم المعهد الثقافي الفرنسي بالرباط، بتعاون مع الأكاديميتين الجهويتين للرباط والقنيطرة الملتقى الثاني عشر للجامعة الصيفية بالمغرب، من 2 إلى 5 يوليو/تموز المقبل. وأوضح بيان للمعهد حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، أن هذا الملتقى السنوي يوفر لحظة قوية للتعاون بين المعهد والسلطات التربوية.

وأضاف أن الملتقى المقبل سيجمع مدرسي اللغة الفرنسية في حلقات دراسية حول انفتاح اللغة الفرنسية على المواد التربوية التعليمية الأخرى، كما سيتناول حلقات دراسة المؤلفات الأدبية الفرنسية المقررة بالمدارس الثانوية المغربية.

المصدر : الجزيرة