الانعكاسات السياسية تقسم صفوف طلبة الجامعات اللبنانية

الجامعة الأميركية شهدت خلافا حادا على نتائج الانتخابات الطلابية - الصورة من موفد الجزيرة نت زياد طارق رشيد

الجامعة الأميركية شهدت خلافا حادا على نتائج الانتخابات الطلابية (الجزيرة نت)

زياد طارق رشيد-بيروت

تعتبر الجامعات اللبنانية منارا ثقافيا مهما لما لها من سمعة دولية. وتتأثر هذه الجامعات بالأزمات السياسية بين تحالفات المعارضة والموالاة, وتحولت إلى مجتمع لبناني مصغر تعشش فيه التناقضات وتتلاقفه المتغيرات وتتزاحم فيه التحالفات.

فكل كلية في الجامعة اللبنانية على سبيل المثال لها فرعان "الأول" و"الثاني". وسبب ذلك الحرب الأهلية, بحيث تركز الاستقطاب المسلم في الفروع الأولى الواقعة في المناطق ذات الغالبية المسلمة, فيما تركز الاستقطاب المسيحي في الفروع الثانية الواقعة في المناطق ذات الغالبية المسيحية.

بعد الحرب, شيد مبنى موحد للجامعة بدعم مباشر من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في منطقة الحدث ببيروت على أمل أن يضم جميع فروع الجامعة, وتتخلص وزارة التربية والتعليم العالي من هذا الانقسام إلى الأبد.

المشكلة الآن هي أن الفرع الثاني يرفض الانضمام إلى المبنى الموحد, خشية أن يصبح أقلية في المكان الجديد -حسبما يتردد- مما يترتب عليه خسارة المسيحيين غالبيتهم في المبنى الموحد وفقدانهم السيطرة على الاتحادات الطلابية والتحالفات الحزبية.

جامعة للجميع
وفي هذا الصدد, قال وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني إن الحريري أراد أن تكون الجامعة اللبنانية لكل اللبنانيين, وكان يحلم أن يلتئم كل الشباب وبكل الطوائف فيها, لكي يتفاعلوا معا, ولكي تكون بوتقة وطنية للتلاحم والوئام.

وأوضح أن الحريري كان يخشى أن يؤدي ابتعاد الطلبة عن بعضهم إلى خلق حالة من عدم الفهم بين بعضهم البعض, ويزيد من التشجنات الطائفية والسياسية فيما بينهم.

يشار إلى أن الجامعة اللبنانية في منطقة الحدث شهدت مرات عدة خلال الأزمة الراهنة بين المعارضة والموالاة، مواجهات بين الطلبة أسفرت عن إصابات, وكان أبرزها إصابة ستة طلاب جراء اشتباكات بين أنصار تيار المستقبل ومؤيدي الوزير السابق عبد الرحيم مراد.

واعتبر وزير التربية والتعليم العالي هذا التوتر انعكاسا للجو المحموم, على اعتبار أن هذه المؤسسة العالية تتفاعل مع المحيط. لكنه أكد في حديثة للجزيرة نت, أن الوزارة اتخذت بعض التدابير ووضعت سلسلة إجراءات لضمان عدم تحول الجامعة إلى ساحة سياسية.

ومن هذه الإجراءات منع إقامة مهرجانات ذات طابع سياسي, وتوجيه الكوادر التعليمية بعدم نقل مجريات الساحة السياسية إلى الداخل, وحث اتحادات الطلبة على نشر أجواء من الهدوء والتوافق داخل الحرم الجامعي.


داغر أكد إضافة أصوات إلى صندوق كلية الآداب والعلوم (الجزيرة نت)
داغر أكد إضافة أصوات إلى صندوق كلية الآداب والعلوم (الجزيرة نت)

الجامعة الأميركية
الأجواء في الجامعة الأميركية أهدأ قليلا, فهي لا تشهد صدامات سياسية بين طلبتها الموجودين بكل تخصصاتهم وانتماءاتهم الطائفية والسياسية داخل حرمها, لكن الخلافات السياسية الخارجية تنعكس على أوضاعهم بالداخل.

ولعل أبرز خلاف ذاك الذي كان في الانتخابات الطلابية الشهر الماضي, فقد اتهم الطلبة المؤيدون لتيار المعارضة زملاءهم المناصرين للموالاة بتزوير الفرز الذي حسمت نتيجته النهائية لصالح أنصار الحكومة بعد أن تأجل يوما كاملا, وقالت المعارضة إن خمسة أصوات أضيفت على صندوق الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الذي كان فيه عند الغلق 147 ورقة شطب (أصوات), فأصبح 152.

وللتوضيح قال الطالب أحمد داغر المسؤول السياسي لحزب الله في الجامعة الأميركية إن "كلية الآداب والعلوم كانت الكلية الحاسمة, بعد أن فزنا في معظم الكليات بما فيها الهندسة".

وأوضح للجزيرة نت أن "الإشكال كان عند الفرز, فبدلا من أن يبدأ عد الأصوات فور انتهاء الاقتراع, تأجل لليوم التالي, وبقيت الصناديق عند عميد الكلية والطالب مكرم ربح ممثل التيار التقدمي الاشتراكي". ومكرم متهم بإضافة الأصوات الخمسة.

وعندما التقينا بمكرم قال إن المعارضة شككت في الانتخابات لأنها خسرت, مؤكدا أن كل شيء كان نزيها, ولا يمكن أن يتم تزوير أو إضافة أصوات. وقال "نحن ربحنا بجدارة رئاسة مجلس الطلبة والهيئة التنفيذية للمجلس في المرحلتين باعتبارنا نمثل صوت الأكثرية".

المصدر : الجزيرة