شعائر رمضان في العراق تتراجع أمام الظروف الأمنية

AFP / A picture released by the US Marines 05 October shows Marines from 3rd Platoon, Company K, 3rd Battalion, 1st Marine Regiment, and soldiers of the Iraqi Security Forces

الجزيرة نت-بغداد

فرضت الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها العراق نفسها بقوة على أجواء شهر رمضان في البلاد لهذا العام، وتراجعت وتيرة أداء الشعائر الدينية والطقوس الرمضانية المعتادة أمام تصاعد الهاجس الأمني والإحساس بالخوف من المجهول.

أولى أثار هذه المظاهر تبدو في المساجد حيث تراجع عدد المصلين في صلاة التراويح إلى حد كبير، وبات العراقيون يتساءلون علنا فيما إذا كان يجوز لهم شرعا ترك صلاة الجماعة خشية اعتقال أو قتل.

وبرأي الشيخ أحمد حسن خطيب جامع الإمام أبي حنيفة النعمان في الأعظمية فإن القوات الأميركية والعراقية هي المسؤولة عن إثارة حالة الذعر هذه بين المصلين العراقيين.

وأوضح الشيخ للجزيرة نت أن الأئمة يجيبون بـنعم عند تعرضهم لهذه الأسئلة، وذلك حفاظا على حياة المصلين.

وتمشيا مع الأوضاع الصعبة في البلاد، فإن أئمة المساجد لا ينفكون في كل خطبة لهم، عن نصح المصلين بإتباع أكثر الطرق أمنا لدى قدومهم للمساجد، وأن يتحركوا جماعات خوفا من تعرضهم للاعتقال، وألا يوقفوا سياراتهم قريبا من المسجد خشية مفخخة تستهدفه وتستهدف من فيه، وألا يتضايقوا من إجراءات التفتيش التي يصر عليها موظفو الأمن بالمسجد قبل دخولهم للصلاة فيه.

إختصار التراويح
وحرصا على حياة المصلين قال الشيخ أحمد العاني إمام وخطيب جامع برهان الدين في بغداد إنه قرر اختصار عدد الركعات في صلاة التراويح إلى ثماني ركعات بدلا من عشرين كما جرت العادة بالعراق في السنوات السابقة.

كما قرر إغلاق أبواب المسجد فور انتهاء صلاة التراويح وحتى صلاة الفجر في اليوم التالي، بعد أن كان المسجد يفتح أبوابه طوال ساعات الليل في السابق.

ويقول ليث غلام وهو طالب في كلية الهندسة واحد رواد مسجد العباس في العامرية "نحن نخشى من الذهاب إلى المسجد لان شيخ المسجد اعتقل قبل أسبوعين كما أن العشرات من الشباب اعتقلهم الحرس الوطني وتم إطلاق سراح بعضهم برشوة مالية".

فيما اضطر الشيخ منذر العاني الذي كان إماما وخطيبا لأحد المساجد لتغيير محل سكنه وعمله بعد قتل ابنه واعتقال شقيقه وتهديده بالقتل إذا لم يترك العمل في المسجد الذي كان يخطب فيه.

المصدر : الجزيرة