حجارة الرصيف.. شبح يطارد سائقي المغرب

طريق سير في الرباط
الطرق السريعة مرتع لمثل هذه الجرائم (الصحافة الفرنسية)

على الطرق السريعة في المملكة المغربية يرمي بعض الشباب المنحرفين الحجارة من أعلى الجسور لجعل السائق يفقد السيطرة على سيارته ويتوقف رغما عنه.

وقد أدت هذه الظاهرة إلى مآس كبيرة، ففي كل مرة تغلق فيها عينيها تتخيل ليلى كتاني المأساة التي حلت بها، تتذكر كيف كانت الدماء وشظايا الزجاج متناثرة في كل مكان، اعتقدت في البداية أنها قنبلة انفجرت داخل السيارة.

كانت ليلة ليلاء، فالمهندسة المعمارية كتاني اختارت ساعة متأخرة من الليل للذهاب من الرباط إلى الدار البيضاء وكانت تتفرج هي وابنتها على المناظر الطبيعية تحت ضوء النجوم والقمر.

كانت رحلة هادئة إلى أن اخترقت حجارة رصيف يبلغ طولها خمسين سنتيمترا الزجاج الأمامي للسيارة وحطمته، مما أفقد السائق السيطرة على السيارة.

لا يهم هؤلاء الشبان ما قد يحل براكبي السيارات التي يستهدفونها، فالغاية بالنسبة لهم تبرر الوسيلة، والمهم أن يضطر السائق للتوقف أو تنقلب السيارة كي يتمكنوا من تجريد من فيها مما لديهم من أشياء ثمينة.

لقد أصبح هؤلاء الشبان هاجسا مخيفا يطارد السائقين على الطرق السريعة في المغرب، وقد تسببت حجارتهم في وفاة بعض سالكي هذه الطرق كما حدث لأحد المنتخبين المحليين في يونيو/شباط الماضي.

إنهم فتية من الأحياء الفقيرة عاطلون عن العمل ومدمنون حبوب الهلوسة المعروفة محليا بــ"القرقوبي"، "ليس لديهم ماض ولا مستقبل، وليس لديهم ما يخسرونه"، وفقا لعامل محطة بنزين على جانب الطريق السريع كان شاهدا على كثير من هذه العمليات.

وقد تمكنت السلطات من القبض على الشابين اللذين هاجما سيارة كتاني في إحدى القرى القريبة من مكان الحادث، أحدهما عمره عشرون عاما والآخر يكبره بسنة واحدة، وقد حكم عليهما بعشرين سنة سجنا.

وتتخذ العدالة المغربية موقفا متشددا كلما تعلق الأمر بموضوع الانحراف، إذ إنه يهدد أمن وصورة المملكة، وكانت المحكمة قد حكمت على مغربيين في سبتمبر/أيلول 2016 بالإعدام لتسببهما في حادث مميت على طريق مراكش السريع.

وأطلقت السلطات في يوليو/تموز الماضي برنامجا بتمويل مشترك مع شركة الطرق السريعة بالمغرب لتجهيز هذه الطرق بكاميرات مراقبة وتنفيذ إجراءات أخرى للحد من هذه الظاهرة على أن يتم ذلك خلال ثلاث سنوات.

المصدر : لوموند