حروب المستقبل أكثر تدميرا.. وهذه هي الأسباب

يقول جنرال أميركي إن اكتظاظ المدن وانتشار المجموعات الإرهابية المسلحة في أوساط السكان من شأنه أن يجعل الحروب المستقبلية مدمرة بشكل لا يمكن استيعابه، ويستشهد بمعركة السيطرة على مدينة الموصل في العراق كمثال على ذلك.

ويحذر الجنرال الأميركي ستيفن تاونسيند القائد السابق للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية من حروب مستقبلية مدمرة في ظل التركيز الهائل على التكنولوجيا، ويقول إن التقنية العالية التي يعتمد عليها الجيش لا تجدي نفعا كبيرا في المدن المزدحمة بالمباني والسكان.

وأوضح -أثناء مشاركته في محاضرة كيرميت روزفيلت السنوية في لندن بحضور قادة عسكريين بريطانيين- أن الحروب في عالم متزايد التحضر والمدنية ستؤدي في نهاية المطاف إلى "نطاق من الدمار يتجاوز فهمنا".

ونشأت فكرة هذا المحاضرات -التي يتبادل فيها العسكريون الأميركيون والبريطانيون الحديث- تخليدا لذكرى كيرميت روزفيلت زوجة نجل الرئيس الأميركي الأسبق ثيودور روزفيلت، التي خدمت في الجيشين الأميركي والبريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، والتي توفيت أثناء تأدية الواجب في 1943.

فتك هائل
وأضاف الجنرال تاونسيند أثناء حديثه في المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن "البيئة التشيغيلية المستقبلية ستكون أكثر فتكا وعلى نطاق لم نشهده منذ عقود"، محذرا القادة العسكريين من أن الأسلحة المتقدمة لن تكون ذات فائدة كبيرة في المناطق المبنية التي دمرها القتال.

وقال إن الجيوش الحديثة ليست لديها فكرة عن كيفية القتال في هذه المناطق المكتظة والمترامية، مضيفا أنه من المتوقع أن يقفز عدد المدن الكبرى التي يزيد سكانها على عشرة ملايين نسمة من 31 مدينة الآن إلى ستين بحلول 2030.

ويقول إنه يتوقع أن يعيش ثلثا سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول ذلك الوقت، و"إنه يجب علينا الاستعداد لحجم الدمار الذي قرأنا عنه في كتب التاريخ فقط".

ويشبه الجنرال الأميركي -الذي قاد جهود التحالف الدولي لاستعادة مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية- معركة الموصل بالمعركة التي شهدتها ستالينغراد، وهي المعركة الأكثر دموية في الحرب العالمية الثانية.

ويوضح أن قوات التحالف المؤلفة من تسعين ألف جندي أمضت تسعة أشهر لإلحاق الهزيمة بمقاتلي تنظيم الدولة البالغ عددهم خمسة آلاف في الموصل، وأن الأمر استغرق سبعة أيام لتصفية جيوب المقاومة الأخيرة الموجودة في منطقة بحجم ملعب كرة القدم.

ويقول الجنرال تاونسيند إن القصف الجوي كان يتسبب في انهيار الطوابق العلوية من المباني، بينما الطوابق السفلية والأرضية -حيث يختبئ مقاتلو تنظيم الدولة العازمون على القتال حتى الموت- لم يكن يطولها أذى يذكر.

المصدر : الجزيرة + تلغراف