الخلاف التركي الأميركي.. ماذا وراءه؟

يقول الكاتب التركي طه أوزهان إن علاقات الولايات المتحدة الوطيدة مع حزب العمال الكردستاني ومع حركة غولن هي ما ألحق أضرارا جسيمة بالعلاقات الثنائية بين تركيا وأميركا.

ويضيف في مقال نشرته مجلة ذي ميدل إيست آي البريطانية أن تركيا ليست سوى فصل آخر في علاقات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المضطربة مع العالم الخارجي، ولا يبدو ثمة تمييز بين علاقاتهما الثنائية مع دولة وأخرى في هذا الصدد.

ويضيف أن "ما نمر به اليوم إنما هو من تداعيات التعامل مع المشاكل الكونية بسلبية أثناء فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لينتهي بنا المطاف في طريق من التيه في عهد إدارة الرئيس ترامب صاحب القرارات الراديكالية".

وتمر الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب بفترة متقلبة من السياسة الخارجية، فقد باتت الأسواق المالية تلجأ إلى استخدام ما بات يعرف بمؤشر الخوف لحساب درجة التقلب.

موجة متقلبة
ويرى أوزهان أنه لإقامة علاقات بناءة مع واشنطن، والتي تكاد تكون مستحيلة، فعلى المرء إدخال السعادة إلى نفس ترامب، وعليه عدم إغضاب الكونغرس بنفس الوقت، وأن يضمن الإعلام الأميركي، وكل هذا لم يستطع تحقيقه حتى الآن سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأما بشأن إدارة أوباما، فيقول الكاتب إن "الرؤية الجيوسياسية التي فقدتها واشنطن في الشرق الأوسط في عهد أوباما هي التي أورثتنا موجة متقلبة من السياسة الخارجية في عهد ترامب".

ويؤكد أن الأزمة بين أنقرة وواشنطن أكبر من الخلاف بشأن القس الأميركي المسجون، ويرى أنها تعود إلى عهد أوباما والتحالف مع حزب العمال الكردستاني، ومنظمة غولن، وهما ما تعدهما أنقرة منظمتين إرهابيتين.

وأما محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016، فيقول الكاتب إنه لو أن أحد أعمدة المحاولة الانقلابية كان في تركيا فإن الساق الأخرى ستكون في الولايات المتحدة، وذلك رغم أن واشنطن ترفض الإقرار بهذا الواقع.

إخفاق إدارتين
ويضيف أنه مازال مطلوبا شرح كيف تسنى لإدارتين أميركيتين الإخفاق في الأخذ بالاعتبار تأثير مثل تلك السياسة غير المسؤولة على أنقرة -وهي الشريك الذي طالما تمتعت الولايات المتحدة بعلاقات إستراتيجية وتاريخية معه- بل وعلى الشرق الأوسط عامة.

ويوضح أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الولايات المتحدة مستمرة في تجاهل الآثار المختلفة للمحاولة الانقلابية الدموية، التي كان بإمكانها تفجير أزمة جيوسياسية لتركيا وللمنطقة برمتها.

كما أن الولايات المتحدة تصر على الاحتفاظ بعلاقة غير منطقية مع حزب العمال الكردستاني الذي يتحمل المسؤولية عن قتل الآلاف من الناس في هجمات إرهابية مروعة.

ويقول الكاتب إنه لوقف المزيد من الانزلاق في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، ولإيجاد أرضية مثمرة للعلاقات الثنائية في المستقبل، يجب على الولايات المتحدة اعتبار المحاولة الإنقلابية الإرهابية مسألة ذات أولوية، كما أن عليها قطع علاقاتها بحزب الاتحاد الديمقراطي أو حزب العمال الكردستاني.

ويضيف أنه ما كان ينبغي لهاتين القضيتين أن تؤثرا على العلاقات التركية الأميركية، وما كان لأحد ليتخيل قبل خمس سنوات أن يكون للولايات المتحدة علاقات حميمية مع جماعتين إرهابيتين على حساب حليف هام لها ممثلا في تركيا.

ثم إنه إن استمر ترامب في صب الزيت على النار من خلال تهديداته بفرض عقوبات على تركيا، فإن الآمال في التوصل إلى نصر دبلوماسي ستستمر في التبخر.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية