هل تستطيع روسيا تحجيم نفوذ إيران بسوريا؟

نتنياهو لروسيا: سنمنع إيران من إقامة وجود دائم بسوريا
إسرائيل رفضت طلب روسيا بوجود إيراني على الأراضي السورية (الجزيرة)

علق باحث في مجلس الشؤون الدولية الروسية بأن الدبلوماسية بدأت تأخذ زمام المبادرة في الصراع السوري، حيث أشارت الاجتماعات والمباحثات المهمة التي عقدت في الأسابيع الأخيرة إلى أن هناك نوعا ما من اتفاق سوري قيد التنفيذ.

وأشار في ذلك إلى اجتماعات ومباحثات مهمة تمت في الأسابيع الأخيرة، أولها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم قمة بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقبل يومين زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إسرائيل.

وأشار الباحث أليكسي خاليبنيكوف إلى أن هذا التطور أثار انتباها متزايدا من إسرائيل والولايات المتحدة، وأن القضية الرئيسية لهما هي وجود إيران في سوريا، وأنهما تريدان أن تكون روسيا مسؤولة عن تقليل نفوذها، لكنه وجه لهما تساؤلا: هل باستطاعة روسيا حقا تحجيم وجود إيران في سوريا؟

وأجاب بأن روسيا لا تستطيع تلبية المطالب الإسرائيلية بشكل كامل، لكنها ستبذل قصارى جهدها للسيطرة على جنوب سوريا، وأن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن تقوم روسيا بنشر قواتها العسكرية في منطقة التهدئة الجنوبية الغربية، مما يخلق نوعا من المنطقة العازلة لضمان فك ارتباط القوات الإيرانية.

وألمح إلى أنه قد تم بالفعل عقد صفقات مماثلة في عدة قرى، حيث سيستعاض عن قوات الجيش السوري بشرطة عسكرية روسية. وأضاف أنه إذا امتدت هذه الإستراتيجية إلى المنطقة الحدودية في الجنوب فمن المحتمل أن تدعم من إسرائيل والولايات المتحدة.

ويرى الباحث أن هذه الإستراتيجية قد تفيد جميع الأطراف، فبالنسبة لسوريا فإنها ستقلص إلى حد كبير خطر وقوع هجمات إسرائيلية، وبالنسبة لإيران فإنها ستساعد على تجنب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المفرطة على وحداتها.

وأضاف أن روسيا تبذل قصارى جهدها لاستيعاب جميع شركائها في سوريا، وأنها على الرغم من عدم استطاعتها جعل إيران تنسحب من سوريا تماما فإنها تستطيع وضع بعض القيود عليها باستخدام وجودها العسكري، وفي حين لا تستطيع موسكو تلبية المطالب الأمنية الإسرائيلية بشكل كامل إلا أنها تستطيع إثبات أنها تسيطر على الوضع.

وختم بنقطة مهمة هي أن إيران كانت موجودة بالفعل في سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية، وهذا هو السبب في أن كل الدعوات إلى الانسحاب الكامل غير واقعية.

المصدر : الصحافة البريطانية