أكاديمي: فيسبوك خطر داهم على أمن النشطاء والمعارضين

زوكربيرغ يدلي بشهادته أمام المشرعين الأميركيين
زوكربيرغ يدلي بشهادته أمام المشرعين الأميركيين (رويترز)

يقول أكاديمي بجامعة فرجينيا إن فيسبوك أتاح لملايين الشركات بينها شركة روسية مقربة من الكرملين الوصول لبيانات ملايين المستخدمين، وإن الناس محقون في خوفهم من شركات التواصل هذه.

ويضيف أستاذ دراسات الإعلام سيفا فيدهياناثان أن الحوار حول الخصوصية والرقابة لم يعد نظريا فحسب، فقد جعل فيسبوك الناس بالفعل عرضة للانتهاكات من قبل قوى عدائية على نطاق العالم، وعلى الحكومات المسؤولة أن تفعل المزيد لحماية مواطنيها.

وأوضح أن الناس يقولون إنه لا خطر إذا علمت أمازون وغوغل وفيسبوك أفكاري ورغباتي، بل ستقدم لي خدمات أفضل لأنها لا تدير سجونا وليست من قوى الشرطة السرية.

التصنيف والاستهداف
لكن من يدافعون عن حماية أقوى للمستخدمين كانوا يفترضون أحيانا أوضاعا غير واقعية تقوم فيها الدول المستبدة باستخدام البيانات الشخصية لتصنيف واستهداف الأفراد والمجموعات غير المرغوب فيها.

والآن لم نعد بحاجة لاختلاق الافتراضات، ففي يوم 29 يونيو/حزيران الماضي كشفت شركة فيسبوك للجنة تحقيق بالكونغرس أنها منحت شركة "ميل.آر يو" للإنترنت الروسية المقرّبة من الكرملين تمديدا خاصا يسمح لها بالحصول على كميات كبيرة من بيانات المستخدمين.

وكان المدير التنفيذي والمالك الرئيسي لفيسبوك مارك زوكربيرغ قد ذكر أمام الكونغرس في أبريل/نيسان الماضي أن شركته أوقفت في مايو/أيار 2015 السياسة التي تتيح لآلاف الشركات المختصة بوضع تطبيقات على فيسبوك للحصول على بيانات المستخدمين، لكنه أقر أمام الكونغرس بأنه منح بضع شركات أذونات للاستمرار في تلك الممارسة لستة أشهر أخرى.

بيانات دسمة
وأشار الكاتب إلى أنه إذا كان الأميركيون قد عبروا عن خوفهم من حصول شركة غامضة اسمها "كامبيردج أناليتيكا" على بيانات دسمة لـ 87 مليون ناخب أميركي، فيحق لهم أن يكونوا أكثر خوفا إذا جمعت شركة مثل "ميل. آر يو" الروسية نفس البيانات.

وقال إن شركة فيسبوك لم تنشر القائمة الكاملة لأسماء آلاف الشركات في العالم التي تمتلك معلومات كاملة عن أفكار الناس وسلوكهم ورغباتهم وتفضيلاتهم ولسنوات طويلة، وربما لن يعلم الجمهور عدد الشركات المرتبطة بقوى أخرى خطرة ومدمرة على نطاق العالم.

وأضاف أن أي دولة مستبدة تسعى لمراقبة عناصر ومجموعات بعينها تستطيع استخدام مثل هذه الشركات، وأن الأساطير حول مساعدة فيسبوك في الانتفاضات الديمقراطية بـتونس ومصر قد حبست الأميركيين تحت سحر زوكربيرغ وفيسبوك، لكن الحقيقة كما كان يردد دهاقنة الأكاديميين في مجال التواصل الاجتماعي أن فيسبوك مصدر للرقابة الحكومية الخطرة على النشطاء.  

المصدر : نيويورك تايمز