حصار قطر.. هل كان فرصة أكثر منه أزمة؟
كتب تيم آدامز -وهو محرر سابق في صحيفة أوبزرفر البريطانية- أن العزلة القسرية التي فرضتها دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) على قطر أعطتها ثقة لمواصلة إعادة بناء نظامها السياسي والثقافي وحصنتها ضد تهديداتها.
| كان هدف قطر المعلن هو خلق اقتصاد معرفي متنوع يستمر بعد نضوب احتياطيات الغاز كما صرحت بذلك الشقيقة الصغرى للأمير الشيخة هند الأسبوع الماضي، وأن المال وحافز المشروعات الرأسمالية مثل كأس العالم 2022 لا يحل سوى بعض هذا النقص في المهارات |
وهذه التطلعات كان قد عبر عنها والدا الشيخة هند، ففي حين طور والدها الشراكة مع إيران التي يمكن أن تستغل حقول الغاز الطبيعي أنشأت والدتها الشيخة موزا مؤسسة قطر بمليارات الدولارات بهدف تغيير شكل التعليم، خاصة للنساء، وكانت الشيخة هند من أول المستفيدين من "المدينة التعليمية" وشغلت على مدى السنوات الثلاث الماضية منصب الرئيسة التنفيذية لمؤسسة قطر.
واستعرض الكاتب بعض الإضافات الجديدة للمدينة التعليمية، وعلى رأسها مكتبة قطر الوطنية بصرحها الضخم المتكامل المرافق الذي تضم رفوفه نحو 150 ألف كتاب في شتى أنواع المعرفة والفنون، وفي وقت لاحق من هذا العام سيبرز صرح جديد هو متحف وطني جديد ليضيف بعدا جديدا إلى استحقاق الدوحة هذه المكانة المرموقة بصفتها العاصمة الفكرية الحديثة للعالم العربي.
ولم ينس الكاتب الحديث عن نشأة قناة الجزيرة والإضاءة الصحفية القاسية التي أشرقت على السياسات الداخلية للدول العربية الأخرى التي هي في قلب العداء والحصار الحاليين، حيث كان أحد المطالب الـ13 النهائية لدول الحصار إغلاق القناة.
وأشار إلى أن الحصار كانت له فوائد عديدة، منها أنه عجل بالشفافية في قضايا العمالة الأجنبية، وفي نفس الوقت الذي أصبح فيه غير قانوني في السعودية والبحرين والإمارات أن تنتقد فكرة الحصار ترفع قطر القيود المفروضة على التأشيرات وتحاول تصنيف نفسها موطنا لحرية تعبير أكبر.
وفي حين أن السعودية تهنئ نفسها على السماح للنساء بالقيادة أخيرا يمكن للشيخة هند أن تشير إلى وجود أغلبية من الطالبات الجامعيات في جميع أقسام المدينة التعليمية، بما في ذلك الهندسة.
ومن هذا المنطلق تساءل آدامز عما إذا كانت الأسرة الحاكمة القطرية تشعر بالامتنان سرا للحصار في زيادته حدة الفجوة الثقافية الملحوظة بينها وبين جيرانها المتشددين، وتساءل: هل ثبت أن الحصار فرصة أكثر منه أزمة؟