هل يتعدى الصراع الإسرائيلي الإيراني حدود سوريا؟

epa06724728 A handout photo made available by government-affiliated Syrian Military Media is said to show Syrian air defense missiles intercepting missile strikes over Damascus, Syria, 09 May 2018 (issued 10 May 2018). According to Syrian official media reports, the air defense was responding to a new wave of Israeli missile strikes. EPA-EFE/SYRIAN MILITARY MEDIA HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
وفقا للإعلام العسكري السوري صاروخ من الدفاع الجوي يتصدى لصاروخ إسرائيلي فوق دمشق (الأوروبية)

تمثل الجولة الأخيرة من الضربات والضربات المضادة بين إسرائيل من جانب وسوريا وإيران من جانب آخر تصعيدا جديا في الصراع هناك، مما سيفتح الباب لإسرائيل لتكثيف جهودها ضد الوجود الإيراني في سوريا.

هذا ما كتبه موقع ستراتفور الاستخباراتي الأميركي الذي تناول ومجلة نيوزويك هذه الغارات المتبادلة في سوريا والجولان المحتل بالتعليق والتحليل والتوقعات.

وقال ستراتفور: ليس من المرجح أن تحاول إيران وإسرائيل توسيع صراعهما خارج أرض المعارك السورية، إلا أن هناك خطرا من أن تمتد العداءات بين الطرفين إلى المسرح اللبناني أو تجر روسيا والولايات المتحدة.

روسيا وإيران
على الجانب الإسرائيلي، أصبحت تل أبيب أكثر تصميما على اتخاذ خطوات ضد الوجود الإيراني المتنامي في سوريا، ونظرا إلى فشل نهجها الدبلوماسي في إقناع موسكو بوقف المد الإيراني هناك، فإنها أصبحت ترغب بشكل متزايد في الاعتماد على قوتها العسكرية الخاصة.

وقالت نيوزويك إن من الأمور الهامة لإسرائيل أن تنزع عن أعمالها في سوريا طابع الصراع مع روسيا، وتحافظ في نفس الوقت على تعاون وثيق مع الولايات المتحدة هناك، مع تصعيد موقفها العدائي ضد الوجود الإيراني بسوريا.

وقال ستراتفور إن إسرائيل ستعمل على إقناع الولايات المتحدة بإبقاء قواتها في سوريا للضغط على القوات الإيرانية هناك. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار موسكو أمس لإقناع الرئيس فلاديمير بوتين بالوقوف محايدا أثناء التصعيد الإسرائيلي الإيراني. 

مهمة إيرانية معقدة
وبالنسبة لإيران، فقد ظلت تحاول تفادي نشوب حرب واسعة مع إسرائيل، خاصة وأنها تحاول تعزيز موقفها في سوريا والمحافظة على قوة الدفع للقوى الموالية للنظام السوري ضد المعارضة السورية المسلحة.

كما تواجه إيران حاليا انسحاب أميركا من الاتفاق النووي بالاعتماد على الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق للاستمرار في الالتزام به، الأمر الذي ربما لن ترغب هذه الدول في عمله إذا صعدّت طهران صراعها بشكل درامي مع إسرائيل.  

وما يزيد هذه البانوراما تعقيدا أن قوات سوريا الديمقراطية بشرق سوريا قد دخلت في اشتباكات محدودة مؤخرا مع القوى المؤيدة للنظام السوري والمدعومة من إيران.

ومن الاحتمالات المرجحة -كما يشير ستراتفور- أن الدفاعات السورية والإيرانية ربما تخطئ وتعتقد أن المقاتلات الأميركية إسرائيلية، خاصة وأن الاثنتين تتشابهان تماما. ولا يُستبعد أن ترد المليشيات المرتبطة بإيران في سوريا ضد القوات الأميركية.

أما أولوية موسكو في كل هذا، فهي من المؤكد أن تكون وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران في أسرع وقت نظرا للتهديدات التي تتعرض لها القوات والأهداف الروسية في سوريا.

المصدر : الصحافة الأميركية