صخور جبال سلطنة عمان يمكنها إنقاذ العالم

-وادي سبت بمنطقة الكامل بسلطنة عمان
وادي سبت بمنطقة الكامل بسلطنة عمان (الجزيرة)
يقول عالم الجيولوجيا الأميركي الدكتور بيتر بي كيليمن من جامعة كولومبيا إن صخور جبال سلطنة عُمان لها سمة خاصة، إذ إنها تزيل ثاني أكسيد الكربون من الهواء الذي يسبب احترار الأرض وتحوّله إلى حجر. ونظريا يمكن لهذه الصخور تخزين مئات السنين من الانبعاثات البشرية من ثاني أكسيد الكربون. ويضيف أن تخزين ولو جزء بسيط من ذلك لن يكون سهلا، لكنه ليس مستحيلا.

ومن الظواهر الغربية التي لاحظها كيليمن أن عروق معادن الكربونات البيضاء تجري في ألواح الصخور الداكنة مثل الدهن الذي يزين قطعة اللحم ويجعلها تشبه الرخام. وهذه الكربونات تحيط بالحصى والحجارة محولة الحصاة العادية إلى فسيفساء طبيعية.

وحتى مياه الينابيع المتجمعة في الصخور تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج قشرة كربونية تشبه الجليد، التي إذا تكسرت فإنها تتشكل مرة أخرى في غضون أيام. وعندما تعود المياه إلى التلامس مع الهواء تتجمد طبقة رقيقة من الكربونات على سطحها.

بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى حجر، فإن الصخور في عُمان -أو في عدد من الأماكن الأخرى حول العالم التي لها تشكيلات جيولوجية مماثلة- ستضمن بقاء هذا الغاز خارج الغلاف الجوي للأبد

ويقول العلماء إنه إذا كان من الممكن تسخير هذه العملية الطبيعية، التي تسمى تمعدن الكربون، وتسريعها وتطبيقها بتكلفة زهيدة على نطاق ضخم، فمن الممكن أن تساعد في مكافحة تغير المناخ. ويمكن للصخور أن تزيل مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون المحبس للحرارة الذي يضخه الإنسان في الهواء منذ بداية العصر الصناعي.

وبتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى حجر، فإن الصخور في عُمان -أو في عدد من الأماكن الأخرى حول العالم التي لها تشكيلات جيولوجية مماثلة- ستضمن بقاء هذا الغاز خارج الغلاف الجوي للأبد.

يشار إلى أن التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر غازات الدفيئة انتشارا، يجذب المزيد من الاهتمام. وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن نشر مثل هذه التكنولوجيا ضروري لجهود الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وما يدور بذهن الدكتور كيليمن وآخرين هو إزالة ثاني أكسيد الكربون الموجود بالفعل في الهواء، لوقف أو عكس الزيادة التدريجية في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ويوصف التقاط الهواء المباشر، كما هو معروف، في بعض الأحيان بأنه شكل من أشكال الهندسة الجيولوجية -التلاعب المتعمد في المناخ- رغم أن هذا المصطلح غالبا ما يُفرد لفكرة تقليل الاحترار عن طريق عكس المزيد من ضوء الشمس بعيدا عن الأرض.

المصدر : نيويورك تايمز