شركات أجنبية تروج لمساعدات السعودية لليمن

aircargo unloaded in marib
طائرة عسكرية سعودية تحمل مساعدات لدى وصولها إلى مطار مأرب باليمن (الأوروبية)

كشف تحقيق استقصائي أن المملكة العربية السعودية تعاقدت مع مجموعة من المستشارين الأجانب وشركات العلاقات العامة الدولية لصياغة خطتها الجديدة لإغاثة اليمن والترويج لها، وهي إستراتيجية بكلفة تبلغ مليارات الدولارات وتهدف إلى الحد من إيصال السلع الحيوية إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين.

ويرى منتقدون أن الاستعانة بتلك الشركات تنم عن عزم السعودية كسب "الحرب الدعائية" بعد ثلاث سنوات من اندلاع الصراع في اليمن الذي تمخض عن خسائر بشرية فادحة بين المدنيين، ونقص على نطاق واسع في المواد الغذائية والوقود، وتفشي وباء الكوليرا بمعدلات غير مسبوقة، ومجاعة محدقة بالبلاد.

وتتعهد الخطة المسماة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن بتخصيص 1.5% مليار دولار في شكل تمويل مساعدات جديدة لتوزيعها عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية، إلى جانب إقامة "ممرات آمنة" لإيصال الإغاثة وتحسين سعة الموانئ الواقعة تحت إدارة التحالف العربي، وإيصال المعونات بتسيير رحلات جوية منتظمة إلى محافظة مأرب شرق اليمن.

غير أن المملكة ترفض في خطتها هذه مناشدات الأمم المتحدة لها بشأن رفع الحصار المفروض على ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر الذي يمثل شريانا للمدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين بالشمال، وبدلا من ذلك تقترح السعودية تقليص تدفق شحنات الإغاثة إلى المدينة وتسريع عمليات نقلها إلى المناطق الخاضعة للتحالف.

وكشف التحقيق الذي أجرته منظمة "إيرين" -التي تعنى بتقديم تقارير مستقلة من الخطوط الأمامية للأزمات- أن الإعلان عن الخطة لم يصل إلى الصحفيين من التحالف أو مسؤولي الإغاثة السعوديين، بل جاء من شركة علاقات عامة بريطانية وفيه دعوة لهم لزيارة اليمن.

وقالت إيرين إن وكالات علاقات عامة وشركات استشارية تتخذ من بريطانيا والولايات المتحدة مقرات لها، من بينها شركة "بوز ألين هاميلتون" الدفاعية الأميركية التي ساهمت هي الأخرى في صياغة وترويج خطة العمليات الإنسانية الشاملة باليمن والتي صنفت في بند مكافحة الإرهاب في أحد المواقع الإلكترونية الممولة من قبل السفارة السعودية في واشنطن.

ونقلت منظمة إيرين في تحقيقها الاستقصائي عن مصادر تشغل مناصب رفيعة في الأمم المتحدة أنها علمت بتفاصيل الخطة السعودية من أحد العروض المقدمة عبر برنامج "باوربوينت" في وقت كان فيه العمل جاريا بالخطة.

وعقب العرض الأول عبر "باوربوينت" بدأت البيانات الصحفية -التي تشمل كذلك خرائط وصور ورسوم (إنفوغرافات)- ترسل إلى الصحفيين عن طريق شركة "بيجفيلدغلوبال كاونسيل".

وهناك شركة أخرى هي "إم إس إل غروب" تعاقدت معها السعودية لتقديم خدمات تشمل محتويات للموقع الإلكتروني ولوسائل التواصل الاجتماعي وستين عنوانا لصحفيين معنيين بالشأن اليمني يقيمون في الولايات المتحدة.

وتدير هذه الشركة أيضا أحد المواقع الإلكترونية لسفارة السعودية في الولايات المتحدة والذي يعرض بيانا صحفيا عن خطة المساعدات تحت اسم "مكافحة الإرهاب".

وبينما يشير حساب خطة المساعدات في اليمن على تويتر إلى أن عدد المتابعين ناهز العشرة آلاف فإن أحد المحللين -وهو محاضر بجامعة إكستر- أبلغ إيرين أن هذا الرقم غير صحيح على الأرجح.

المصدر : مواقع إلكترونية