ماذا لو فقدت أميركا شريكا وفيا كالأردن؟

U.S. President Donald Trump (R) and Jordan's King Abdullah shake hands at the conclusion of their joint news conference in the Rose Garden after their meeting at the White House in Washington, U.S., April 5, 2017. REUTERS/Yuri Gripas
ترمب والملك عبد الله يتصافحان في حديقة البيت الأبيض إبان زيارة الثاني لواشنطن العام الماضي (رويترز)

تواجه وضعية الأردن كأفضل صديق دائم للولايات المتحدة في العالم العربي اختبارا لم يكن في الحسبان من المملكة العربية السعودية التي بدأ ولي عهدها محمد بن سلمان يتحرك في مجال سياسي لطالما شغلته عمان، وفق مقال كتبه الصحفي الأميركي البارز ديفد إغناشيوس في صحيفة واشنطن بوست.

ولطالما ظل الأردن منذ تأسيس المملكة الهاشمية في 1921 يسير كبهلوان على حبل مشدود، لكنه اليوم مكبل بجملة من المشكلات من تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه إلى توتر علاقاته مع السعودية والإمارات، ووجوده بين ست دول فاشلة أو في طريقها لأن تكون كذلك.

إن وضع الأردن كأفضل صديق دائم لأميركا يواجه حاليا "تحديا جديدا ومفاجئا" من الرياض، فإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبتشجيع موارب من إسرائيل تخطب ود ولي العهد السعودي الذي يصفه الصحفي إغناشيوس بالأرعن.

ولقد بات محمد بن سلمان "ضيفا جديدا لامعا" على المائدة الأميركية حتى أن بعض الأردنيين باتوا يشعرون بأنهم أصبحوا الشريك "الوفي" الذي لم تعد واشنطن تهتم بعواطفه، أو هكذا يرى إغناشيوس.

ويسعى ابن سلمان إلى إعادة انتاج المملكة السعودية وتقديمها كصوت للإسلام المعتدل، وهي المهمة الخاصة التي طالما كانت حكرا على الأردن، كما أنه يعمل على الاضطلاع بنفس الدور الذي يلعبه الملك الأردني عبد الله الثاني كعامل تغيير في العالم العربي.

على أن ما يقلق عمّان أن دبلوماسية ترمب "المربكة" -التي تجلت بقراره في ديسمبر/كانون الأول الماضي بنقل سفارة بلاده إلى القدس ناقضا بذلك سياسة أميركية طويلة العهد من شأنها إثارة مشاكل سياسية داخلية للأردن مع سكانه الفلسطينيين.

ويأتي "ولع" ترمب بابن سلمان في وقت تشهد فيه علاقة الأردن مع الرياض فتورا، وحدد مسؤول أردني كبير ثلاث نقاط للخلاف بين البلدين، فالأردنيون لم يشاركوا في قوات ما وصفه إغناشيوس بـ"غزو اليمن"، ثم إن الأردن أحجم عن الوقوف مع السعودية في حصارها لدولة قطر ربما لحرصه على رعاياه العاملين في قطر البالغ عددهم خمسين ألفا.

ونقطة الخلاف الثالثة هي أن الأردنيين لم يجاروا السعوديين في مطالبتهم بقمع جماعة الإخوان المسلمين.

ولعل من السهل على الولايات المتحدة أن تتعامل مع علاقتها بالأردن على أنها أمر مفروغ منه استنادا إلى ارتباطه بسلام متين مع إسرائيل وتوافقه مع العالم العلماني الحديث.

لكن إذا تحررت المملكة الهاشمية من تلك العلاقات كبقية العديد من جيرانها فإن مغبة ذلك قد تكون "كارثية" ليس أقلها على إسرائيل الجارة القريبة.

المصدر : واشنطن بوست