سكان قبيلة منعزلة يقتلون كل من يقترب من جزيرتهم

sentinel nicobar
لقي سائح أميركي حتفه فور دخوله يوم الجمعة الماضي جزيرة آندامان ونيكوبار بعد أن انهالت عليه الأقواس والسهام من كل حدب وصوب، ذلكم هو رد فعل قبيلة نورث سنتينل على كل من تطأ قدمه أرضها.

وكان جون شاو البالغ 27 عاماً قد قُتل في 16 من الشهر الجاري بعيد وصوله الجزيرة التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومتراً غرب مدينة بورت بلير الهندية، حسب ما أوردته مجلة لونوفل أوبزرفاتور الفرنسية.

وتحظر الهند الاقتراب من هذه الجزيرة لأكثر من خمسة كيلومترات لأنها لاحظت منذ عشرات السنين أن كل من حاولوا التواصل مع قبيلة نورث سنتينل (ومعنى سنتينل الحارس) دفعوا حياتهم ثمنا لذلك.

لكن شاو دفع مبلغا من المال لبعض الصيادين الهنود الذين أوصلوه إلى شاطئ الجزيرة وفروا، ويقول صيادون راقبوا المشهد عن بعد إن السكان المحليين أحاطوا بشاو وظلوا يرمونه بالسهام وهو مستمر في المشي حتى سقط بعدها ثم ربطوا حبلا حول عنقه وسحبوا جسده".

وفي اليوم الموالي وجد الصيادون جثة شاو على شاطئ هذه الجزيرة التي يعيش أهلها مثل ما كان يعيش الإنسان قبل 150 ألف عام، حسب صحيفة ذي إندبندنت البريطانية.

وقد حاولت الحكومة عبر عدة حملات خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التواصل مع سنتينل، لكنها فشلت في ذلك، وقررت في تسعينيات القرن الماضي التخلي عن تلك المحاولات بشكل كلي.

والمعلومات النادرة المتوفرة عن قبيلة "الحراس" جمعها المغامر والباحث الهندي تريلوكينات بانديت الذي تمكن بعد 30 عاما من المحاولة من دخول الجزيرة عام 1991.

‪ساكنو الجزيرة حوالي 150 ومساحتها 72 كلم 2‬  ساكنو الجزيرة حوالي 150 ومساحتها 72 كلم 2 (مواقع التواصل)
‪ساكنو الجزيرة حوالي 150 ومساحتها 72 كلم 2‬  ساكنو الجزيرة حوالي 150 ومساحتها 72 كلم 2 (مواقع التواصل)

يقول بانديت لإندبندنت "لا ندري لماذا قرر رجال القبيلة فجأة وضع أسلحتهم" مضيفا أن فريقه قام على أثر ذلك بخلع الملابس والنظارات بعدها تمكنوا من التواصل مباشرة مع القبيلة.

ويضيف المغامر الهندي أن بعثته تأكدت فقط أن هؤلاء السكان المحليين ليسوا أكلة لحوم البشر كما كان متداولا في الأساطير.

ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بـ 150 يعيشون على تلك الجزيرة التي تصل مساحتها 72 كيلومترا مربعا.

وانتشرت أخبارهم حول العالم بعد نشر السلطات الهندية صورا غريبة لسكان الجزيرة عام 2004 بعيد تسونامي الذي ضرب المنطقة، إذ أرسلت الهند مروحية لتفقد أحوالهم، فما كان منهم إلا أن وجهوا سهامهم لها واضطروها إلى الابتعاد.

وقد وصفت منظمة سيرفايفل إنترناشيونال "Survival International" غير الحكومية "الحراس" بأنهم أكثر مجتمعات الأرض هشاشة، وحذرت من أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والإبادة بسبب الأوبئة مثل الإنفلونزا أو الحصبة التي يمكن لزائريهم أن يجلبوها لهم.

المصدر : الصحافة الفرنسية