مستشار سابق للخميني: ثورة إيران ليست عابرة

People gather to protest over the high cost of living in Tehran, Iran. Photograph: Anadolu Agency/Getty Images
سازيغارا: الناس غاضبون! إنهم جياع وفقراء! (غيتي)

قال مستشار سابق لمرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني إن الثورة التي تشهدها إيران حاليا ليست عابرة، بل هي أعمق من حراك 2009، ولن تتوقف عند هذا الحد.

وتوقع محسن سازيغارا (62 عاما) الذي انضم إلى المعارضة الديمقراطية بعد أن كان أحد المقربين من الخميني وأحد مؤسسي الحرس الثوري؛ أن يتدخل الجيش إذا استمر قمع المتظاهرين بالقسوة الحالية.

وقال سازيغارا الذي يعيش في المنفى بالولايات المتحدة "كنا نتوقع انفجارا من هذا القبيل، لكن ليس بهذا السرعة، أي قبل سنتين من الآن".

وأوضح أن المعارضين كانوا يعدون برنامجا يمكنهم من إعداد هذا الحراك وتأطيره، لكن كل شيء اشتعل في غضون يومين، و"لم نندهش بذلك إذ إن النظام الاقتصادي لهذا الحكم بدأ يتهاوى".

وتساءل عن سبب سرعة اشتعال فتيل هذه الثورة، قائلا إن أحدا لم يعرف بالتحديد سبب ذلك، مضيفا أن كل شيء بدأ بمظاهرة في مدينة مشهد نظمت أمام قاعة البلدية من قبل منظمة محلية أرادت الاحتجاج على ارتفاع الأسعار، وأن الناس الذين أطلقوا هذه الدعوة كانوا ينتظرون بضع مئات، فتفاجؤوا بمجيء الآلاف وبدأت الجموع تصرخ "الموت للدكتاتور"، لتنتقل العدوى خلال 24 ساعة إلى كل أرجاء إيران وفي المقام الأول المدن الصغيرة والأرياف.

وحسب سازيغارا فإن النظام يحاول إبقاء طهران تحت السيطرة للإيحاء بأن كل شيء على ما يرام، معتمدا في ذلك على الحرس الثوري ومليشيات الباسيج التي تمتلك قوة قوامها 450 ألف رجل، لكن 200 ألف من هذه القوة نشرت في المراكز الحضرية الكبيرة، وهو ما يجعل الحكومة عاجزة عن السيطرة على باقي البلاد.

وأردف يقول "أنا إيراني ولكني أرى احتجاجات في مدن لا أعرف حتى اسمها ولا أستطيع تحديد مكانها على الخريطة! فالناس غاضبون! إنهم جياع وفقراء.. كما أنهم يشعرون بالغضب والغبن بسبب فساد قادة البلاد والحرس الثوري الذين يسيطرون وحدهم على 50% من الناتج القومي الإجمالي لإيران ويستحوذون على آلاف الشركات والبنوك".

إيران أولا
وأضاف سازيغارا أن الحراك الثوري الحالي حراك وطني يصرخ "إيران أولا!"، وينتقد السياسة الخارجية للبلاد، "فلا لدفع الأموال لغزة، ولا للمشاركة في صراعات سوريا واليمن ولبنان"، مما يعني -حسب سازيغارا- أن الذي يحدث يشبه "بشكل أو بآخر الثورة الفرنسية".

ولهذا، فإن المتظاهرين -حسب المستشار السابق للخميني- يحرقون صور "المرشد" ويقولون إنه يستحق الموت، كما أنهم يطالبون باستفتاء حول بقاء إيران "جمهورية إسلامية"، الشيء الذي قال إنه حصل قبل 38 عاما وصوت له الإيرانيون بأغلبية 94%! لكنهم اليوم وبعدما جربوا هذا النهج سيصوتون في أي استفتاء حول هذه المسألة بنسبة 94% برفض "الجمهورية الإسلامية"، على حد تعبيره.

وشدد على أن الشعب الإيراني يرفض اليوم الدولة الدينية، ويريد ديمقراطية علمانية، وطريقه إلى ذلك هو ثورة مدنية يحاول من خلالها جذب الجيش إلى صفه، مضيفا أن "الجميع يعلم أن الجيش الإيراني يمقت هذا النظام وحرسه الثوري".

وتنبا سازيغارا بأن ينضم الجيش -الذي قال إن عدده يفوق بثلاثة أضعاف عدد الحرس الثوري- عاجلا أو آجلا إلى الشعب، كاشفا أن مصادره الخاصة أكدت له أن الحرس الثوري هو الذي كان يسيطر أول أمس على مخازن الأسلحة لأنه لا يثق في أفراد الجيش ويخشى أن يوزعوا الأسلحة على المتظاهرين.

وردا على سؤال عما إذا كان هذا الاستياء في داخل الجيش يشمل كذلك الجنرالات والقادة الكبار فيه، قال سازيغارا إن أولئك يرتبطون في الغالب بالحرس الثوري، لكن العقداء والرواد والنقباء مع الشعب، فرواتبهم قليلة وهم فقراء وليسوا فاسدين، كما أنهم لا يتدخلون في السياسة وهم قوميون لا يعترفون بالأيدولوجية الدينية.

وامتدح المستشار السابق ردة فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلا إنه -على الأقل- لم يكن مثل سلفه باراك أوباما الذي تخلى عن حراك 2009 رغم أن المشاركين فيه كانوا يهتفون باسمه.

وختم بالقول إن النظام الإيراني الحالي سيحاول السيطرة على كل شيء، خصوصا عبر تكميم الأفواه وتقليص الوصول إلى الإنترنت، "لكن -حسب رأيي- الثورة لن تتوقف عند هذا الحد".

المصدر : لوفيغارو