إيكونومست: بنغلاديش تختبر نهجا جديدا لتخفيف الفقر

مصانع الملابس الجاهزة الأجنبية انتشرت في بنغلاديش ووفرت فرص عمل كبيرة للمواطنين - رويترز
مصانع الملابس الجاهزة الأجنبية انتشرت في بنغلاديش ووفرت فرص عمل كبيرة للمواطنين (رويترز)

أشارت مجلة إيكونومست البريطانية إلى نهج جديد تختبره بنغلاديش منذ فترة لتخفيف وطأة الفقر التي تعم البلاد بعد مشروع تمويل المشروعات الصغيرة الذي بدأ في أواخر السبعينيات قبل أن ينتشر.

في عام 2002 بدأت جمعية براك الخيرية تقدم أصولا -مثل الأبقار- للنساء الفقيرات، وقد انتشر هذا النهج أيضا؛ أما أحدث سبل مقاومة الفقر في البلاد فهي مختلفة هذه المرة لأنها تستهدف الرجال، وبدلا من محاولة جعل الناس أكثر إنتاجية في قراهم، فإنها تشجعهم على الانتقال.

بدأت هذه التجربة في مدينة رانغبور الشمالية، حيث يتحمل العمال الزراعيون الجوع السنوي في الخريف المعروف باسم "مونغا"، يكون فيه محصول الأرز قد زرع ولكنه غير جاهز للحصاد، ولذلك فإن العمل يكون نادرا في هذه الفترة.

وتزداد فرص العمل في المدن، لكن المزارعين الفقراء يكرهون إنفاق مدخراتهم المتضائلة على تذاكر الحافلات، وهذا مثال جيد على فخ الفقر الذي يعيشون فيه.

ولذلك، على مدى السنوات العشر الماضية، حاول الباحثون بقيادة الخبير الاقتصادي بجامعة "ييل" مشفق مبارك، تقديم السيولة النقدية للأسر الفقيرة ما داموا ينتقلون إلى المدينة للبحث عن عمل. وقد قيست آثار هذا التدخل من خلال تجارب مراقبة بطريقة عشوائية، بما في ذلك تجربة كبيرة غطت 133 قرية بدأت في عام 2014.

وبما أن المال يشجع على الحركة، فقد كشفت التجربة أن القرى التي لم يقدم لها سيولة نقدية أرسلت 34% من الأسر الفقيرة مهاجرين إلى المدينة خلال "المونغا".

ففي القرى التي قُدّم لعدد قليل من الأسر فيها معونات قيمتها ألف تاكا (نحو 12 دولارا) أرسلت 59% منها إلى المدينة، ولكن القرى التي فيها الأسر الأشد فقرا وقدم لها النقد، كانت توفد 74% من رجالها مهاجرين إلى المدينة.

ويحاول الباحثون الآن معرفة ما إذا كانت الاقتصادات الحضرية قد تأثرت. وقد تم تقديم المساعدة إلى 140 ألف قروي للانتقال في عام 2017، ومن الممكن أن تؤدي هذه الموجة الكبيرة إلى انخفاض أجور العمل غير الماهر في المدن.

المصدر : إيكونوميست