واشنطن بوست: إستراتيجية أميركا بسوريا محكومة بالفشل

Turkey's Chief of the General Staff Hulusi Akar greets residents as he visits a neighborhood after a building was hit by rockets fired from Syria's Afrin region, in the border town of Kilis, Turkey, January 27, 2018. REUTERS/Murad Sezer
رئيس الأركان التركي بمنطقة حدودية مع سوريا عقب سقوط صاروخ من الداخل السوري أمس (رويترز)

قالت واشنطن بوست إن الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا محكومة بالفشل، في الوقت الذي يقاتل فيه حلفاء واشنطن بعضهم البعض، وقالت غارديان البريطانية إن الهجوم التركي على أكراد سوريا سيقلقل كل المنطقة.

ورَد ذلك ضمن اهتمام الصحف الغربية بما يجري في سوريا حاليا، والخطط الأميركية للتعامل معه. وأوضحت واشنطن بوست أن الهجوم التركي على أكراد سوريا كشف حدود السياسة الأميركية الجديدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، وأثار الشكوك حول جدوى خطط واشنطن للحفاظ على وجود عسكري لها في سوريا دون أن تتورط في صراع أوسع.

وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الأميركية الجديدة -التي أعلنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون- تلزم بلاده بنهاية مفتوحة لوجود قوات برية لها في المناطق الكردية بشمال شرق سوريا، تتجاوز أهدافها منع عودة تنظيم الدولة لتشمل عددا من الأهداف الأخرى بما فيها وقف التمدد الإيراني وهزيمة تنظيم القاعدة، وتأمين تسوية سلمية للصراع السوري يستبعد الرئيس بشار الأسد.

وقالت أيضا إن المعارك بين تركيا العضو بحلف الناتو وبين أكراد سوريا -الذي تعتبره واشنطن الحليف الرئيسي لها ضد تنظيم الدولة- تبرز الصعوبة الرئيسية أمام أي إستراتيجية أميركية تتطلب المحافظة الفعالة على تحالفات مع قوتين متحاربتين.

ونسبت إلى الباحثة غونول تول مديرة مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن قولها إنها لا تستبعد أن تهاجم القوات التركية منبج التي توجد بها قوات أميركية تساعد الأكراد هناك.

أما صحيفة نيويورك تايمز فتوقعت أن يقلب الهجوم التركي على الأكراد في منطقة عفرين السورية وضع المنطقة بأكملها، قائلة إن هذه الجبهة الجديدة ليست محلية فقط، فقد تقود إلى ثورة كردية أوسع تعيد رسم الخريطة بالمنطقة.

وأشارت إلى أن الدول الغربية يجب أن توضح ما تريد تحقيقه في الشرق الأوسط، وإلا سيصب الوضع في مصلحة لاعبين آخرين.

وقالت إن الأكراد بالعراق وإيران وسوريا وتركيا تعرضوا لاضطهاد متشابه، وربما تدفعهم الظروف الجديدة والعسكرة الواسعة لهم لثورة واسعة لا تقتصر على دولة واحدة. ولذلك فإن ما يجري في عفرين لا يتعلق فقط بمستقبل الأكراد بشمال سوريا، فقد يتسبب في تغيير المنطقة، خاصة تركيا والعراق وإيران، وسيكون لذلك تداعيات عميقة بالنسبة للغرب الذي سيواجه تحديا من روسيا التي يتزايد نفوذها وحيويتها وقدراتها. 

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية