واشنطن بوست: روسيا تخدع أميركا في سوريا

People and a civil defence personnel carry children at a damaged site after an air strike on rebel-held Idlib city, Syria March 19, 2017. REUTERS/Ammar Abdullah TPX IMAGES OF THE DAY
الأطفال من بين أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في افتتاحيتها إن روسيا شاركت العام الماضي في التوصل إلى سلسلة من الاتفاقات لوقف إطلاق النار في سوريا أو ما أطلق عليها مناطق خفض التصعيد في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات.

ومن بين مناطق خفض التصعيد هذه واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية من سوريا واقعة تحت سيطرة القوات الأميركية.

وقال الكرملين إنه يهدف إلى العمل على إيجاد نهاية لهذه الحرب، ووضع حجر الأساس لاتفاق سلام بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلحة المناوئة للنظام أو الجماعات المتمردة التي يتلقى بعضها دعما من الغرب.

وتساءل مراقبون منذ فترة طويلة هل سينتهي وقف إطلاق النار إذا استأنف نظام الأسد أو حلفاؤه الهجوم على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبعض المسؤولين في إدارته أعربوا عن تفاؤلهم بالتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا السياق.

"أحرار الشام" تستهدف قوات النظام في مطار حماة (ناشطون)

هجمات جديدة
وقالت الصحيفة إن على إدارة ترمب أن تدرك الآن مدى جدية وعود روسيا عندما يتعلق الأمر بسوريا، وذلك كما أدركته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من قبل، فها هو نظام الأسد يشن هجمات جديدة ضد منطقتين من مناطق خفض التصعيد الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وذلك بدعم جوي ثقيل من جانب حليفته روسيا.

فالقوات السورية تشن الآن هجمات جديدة ضد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق وضد مناطق في محافظة إدلب في شمالي البلاد.

وكما هو حال النظام السوري في السابق، ها هو مجددا يقترف جرائم حرب ويعود إلى قصف المستشفيات، الأمر الذي جعل أكثر من مئة ألف سوري يفرون من إدلب شمالا باتجاه الحدود التركية، وسط احتجاجات حادة من أنقرة.

لكن إدارة ترمب تبذل قصارى جهدها لتتجاهل إراقة الدماء الجديدة في إدلب، وذلك تحت ذريعة أن هذه المناطق تقع تحت سيطرة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وهذا التفسير هو الذي شكل العذر أمام نظام الأسد وروسيا لكسر الالتزامات السابقة، لكن جموع اللاجئين الذين يندفعون تجاه تركيا وليس لديهم ما يحميهم من الطقس الشتوي البارد؛ ليسوا إرهابيين.

وإذا ما تواصل الهجوم ونجح، فإن النتيجة لن تتمثل في المزيد من ترسيخ القدم الروسية فقط في سوريا، بل أيضا ترسيخ القدم الإيرانية التي تعتبر الحليف الأقرب لنظام الأسد.

وأما الولايات المتحدة فستكون الخاسر مرة أخرى لصالح روسيا في سوريا، فنظام الأسد يسعى بلا هوادة لاستعادة سيطرته على البلاد بأسرها، وأما موسكو فتحرض على هذا الأمر بنشاط.

وحسب الصحيفة فإنه إذا بقيت إدارة ترمب صامتة إزاء ما يجري في سوريا دون أن تبدي أي رفض أو تحد أو حتى احتجاج على هذه الإستراتيجية الوحشية، فإنها ستكشف عن ضعفها.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست