عاصفة إليانور تكشف الحجم الهائل لأزمة البلاستيك العالمية

CLIFFE, KENT - JANUARY 02: Plastics and other detritus line the shore of the Thames Estuary on January 2, 2018 in Cliffe, Kent. Tons of plastic and other waste lines areas along the Thames Estuary shoreline, an important feeding ground for wading birds and other marine wildlife. According to the United Nations Environment Programme (UNEP), at current rates of pollution, there will likely be more plastic in the sea than fish by 2050. In December 2017 Britain joined the other 193 UN countries and signed up to a resolution to help eliminate marine litter and microplastics in the sea. It is estimated that about eight million metric tons of plastic find their way into the world's oceans every year. Once in the Ocean plastic can take hundreds of years to degrade, all the while breaking down into smaller and smaller 'microplastics,' which can be consumed by marine animals, and find their way into the human food chain. (Photo by Dan Kitwood/Getty Images)
انتشار النفايات البلاستيكية على شاطئ مقاطعة بريطانية (غيتي)

كشفت عاصفة إليانور التي ضربت شواطئ مقاطعة كورنوال البريطانية؛ الحجم الهائل لأزمة المواد البلاستيكية التي يلقيها الناس في محيطات العالم. فقد أظهرت الصور الملتقطة لكورنيش المقاطعة الخلاب بعد مرور العاصفة، تراكمات ضخمة من النفايات البلاستيكية المتناثرة.

وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن زيادة الطلب على المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة -مثل مغلفات الطعام وزجاجات الماء- في السنوات الأخيرة، ساعدت في إنتاج المزيد من البلاستيك في العقد الماضي أكثر مما كان في القرن الماضي.

ونبهت إلى أن أكواب القهوة المعدة للاستعمال مرة واحدة في دقائق معدودة تستغرق نحو 450 عاما لكي تتحلل بعد إلقائها، والنتيجة أن محيطات العالم الآن تختنق بمليارات الأطنان من البلاستيك.

وقالت الصحيفة إن زيادة الوعي العام بتأثير النفايات البلاستيكية في السنوات الأخيرة ساعد على تقديم صورة واضحة لتأثيرها على البيئة البحرية في برامج مثل الكوكب الأزرق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).

ويقول الخبراء إن بعض هذه المواد البلاستيكية التي استقرت على شواطئ كورنوال كانت في المحيطات بالفعل لسنوات وعقود، وبعضها أتى من بريطانيا عبر أنظمة المجاري التي تصرف في البحر.

يشار إلى أن العالم في عام 1950 كان ينتج 1.5 مليون طن متري من البلاستيك، وقد نما هذا الإنتاج إلى 50 مليون طن بحلول العام 1976، وفي 2002 تضاعف الإنتاج أربع مرات ليصل إلى 200 مليون طن.

‪مكب نفايات يكشف حجم القمامة البلاستيكية الهائل‬ مكب نفايات يكشف حجم القمامة البلاستيكية الهائل (غيتي)
‪مكب نفايات يكشف حجم القمامة البلاستيكية الهائل‬ مكب نفايات يكشف حجم القمامة البلاستيكية الهائل (غيتي)

ولكن الطلب على المنتجات البلاستيكية زاد في العقد الماضي إلى مستويات استثنائية مع نمو الطلب على مواد الاستخدام الواحد. وفي عام 2015 بلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك 322 مليون طن، وهذه الزيادة الكبيرة في السنوات الأخيرة هي التي تجعل أزمة البلاستيك في المحيطات في الصدارة.

ووفقا لحركة "السلام الأخضر" يقدر حجم النفاية البلاستيكية التي تدخل المحيطات سنويا بـ12 مليون طن، أو ما يعادل حمولة شاحنة كل دقيقة، وتشق طريقها إلى هناك عبر عدد من الطرق المختلفة.

وتأتي غالبية البلاستيك التي تسد المحيطات من القمامة البشرية، حيث يقدر أن 80% من نفايات البلاسيتك البحرية كانت أصلا مهملة أو تم التخلص منها على اليابسة قبل انجرافها إلى البحار ومنها إلى المحيطات بفعل الرياح.

وذكرت الصحيفة أن نحو خمس القمامة البحرية تتشكل من الإلقاء غير القانوني ومعدات الصيد المهملة والمواد الأخرى المفقودة في البحر عرضا والتسرب الصناعي.

ونبهت إلى خطورة الكريات البلاستيكية التي تستخدم في صناعة المنتجات البلاستيكية بأنها يمكن أن تكون ضارة بالحياة البحرية، وأنها مصدر واسع الانتشار للتلوث البحري، وهي موجودة الآن على ثلاثة أرباع الشواطئ البريطانية ويسهل أن تشق طريقها إلى المحيطات عبر حوادث الشحن أو التسريب.

وختمت الصحيفة بالتأكيد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل لهذه الأزمة العالمية، وأشارت إلى خطوات فعلية في بريطانيا حيث يشارك عدد متزايد من المتطوعين في تنظيف الشواطئ سنويا.

كما أن الضجة المتزايدة حول هذه الأزمة دفعت الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات للحد من كمية النفايات البلاستيكية التي تنتجها المملكة المتحدة، ومن بينها حظر القطع البلاستيكية المعروفة باسم "مايكروبيدس" التي تدخل في إزالة المساحيق وأصبحت مصدرا منتشرا للتلوث البحري.

المصدر : تلغراف