الإمارات مولت بلير سرا أثناء عمله مبعوثا للرباعية

Britain's Prime Minister Tony Blair (L) greets Abu Dhabi's Crown Prince Sheikh Mohammed Bin Zayed Al Nahyan in Downing Street in London November 23, 2006. REUTERS/Pool (BRITAIN)
توني بلير وولي عهد الإمارات محمد بن زايد (رويترز-أرشيف)

نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا حصريا كشفت فيه أن الإمارات مولت سرا توني بلير أثناء عمله مبعوثا دوليا للشرق الأوسط. وقالت إن الإمارات مولت مكتبه في لندن بينما تلقى أيضا ملايين الدولارات كأجور استشارية من صندوق الثروة السيادي بالعاصمة أبو ظبي.

كما استُخدم مسؤول بارز في وزارة الخارجية البريطانية بصفته رئيس موظفي بلير أثناء دوره مبعوثا للجنة الرباعية في مهام مرتبطة بإمبراطوريته الاستشارية الخاصة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإفشاءات سوف تثير أسئلة جديدة حول تضارب مصالح محتملة بين عمل بلير الخاص والعام، بالرغم من تأكيده الدائم انفصال الأمرين عن بعضهما تماما ونفيه أن فريق الرباعية كانوا ضالعين في "عمل تجاري".

ولكن بعد الأسئلة التي طرحتها الصحيفة اضطر بلير الآن للاعتراف بأنه حصل على أموال من الإمارات لتمويل دوره مبعوثا رسميا غير مدفوع الأجر إلى الشرق الأوسط وأعمال استشارية خاصة تمولها الدولة الخليجية.

مساهمات الإمارات
وذكرت الصحيفة أن مساهمات الإمارات في عمل رباعية بلير لم يكشف عنها أبدا على الموقع الإلكتروني لمكتب ممثل اللجنة الرباعية رغم أن صفحة "التمويل" تعلن مصادر أخرى للدخل، ومنها حكومات الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا.

وتظهر الرسائل الإلكترونية المسربة التي اطلعت عليها الصحيفة أنه بعد عام على ترك بلير رئاسة الوزراء البريطانية وأصبح ممثل اللجنة الرباعية سافر رئيس موظفيه نيك بانر إلى الإمارات للقاء خلدون المبارك الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي "مبادلة"، الذي بدأ بلير منه عمله الاستشاري المدفوع الأجر في العام التالي.

لكن مكتب بلير رفض هذا الأسبوع تفسير الغرض من اللقاء مع المبارك الذي يترأس أيضا هيئة الشؤون التنفيذية لحكومة أبو ظبي.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أنه في الشهر التالي جرى تكليف بانر بترتيب محادثات بين شركة أوي إينرجي، وهي شركة نفط كورية كانت تدفع لبلير لتقديم المشورة إليها، ورئيس شركة استثمار تديرها الدولة في أبو ظبي.

وأضافت أن عمل بلير في الشركة الكورية لم يكشف عنه لمدة عامين آخرين، لأنه قال مرارا وتكرارا للجنة الاستشارية في الحكومة البريطانية بشأن تعيينات الأعمال إن الشركة كانت قلقة تجاه "حساسيات السوق".

وتظهر الرسائل الإلكترونية كيف حصل بلير، قبل مشاركة بانر، على دعم وزير خارجية الإمارات  عبد الله بن زايد آل نهيان في جلب الشخصيات الإماراتية إلى طاولة المحادثات في أغسطس/آب 2008.

تأمين صفقات
وخلال فترة عمله ممثلا للجنة الرباعية عقد بلير العديد من الاجتماعات الرسمية مع عبد الله بن زايد بصفته مبعوثه الخاص.

وفي إحدى الرسائل في 7 أغسطس/آب، بعد وقت قصير من وصول وفد من شركة أوي إلى أبو ظبي، كتب بانر إلى مسؤول بارز في الإمارات "فيما يلي تفاصيل عن مجموعة أوي، وهم حريصون جدا على مقابلة كبار موظفي إيبيك (الشركة الدولية للاستثمار البترولي) في محاولة لحل الخلافات التي يبدو أنها قد ثارت، لأسباب مفهومة ولكني أعتقد أنها كانت خاطئة. وبالنظر إلى إمكانية وجود نتيجة مفيدة للطرفين، فإن بلير ممتن جدا لأن الشيخ عبد الله تعهد بضمان عقد اجتماعاتهم".

وأشارت الصحيفة إلى رسالة إلكترونية منفصلة أرسلها جيسون سيرانك، المراقب المالي لشركة بلير أسوشيتس في عام 2010، المؤسسة الجامعة للعمل التجاري الذي قام به بلير، إلى مسؤولين إماراتيين يطلب فيها أموالا من أجل "أنشطة بلير كممثل للجنة الرباعية".

واطلعت الصحيفة أيضا على تفاصيل مبلغ منفصل بقيمة مليوني دولار لشركة ويندروش من مكتب عبد الله بن زايد عام 2011. وتشير فواتير منفصلة إلى أن الشركة حصلت على ما لا يقل عن 12 مليون دولار من وزارة خارجية الإمارات نظير عمل استشاري في كولومبيا وفيتنام ومنغوليا، بالإضافة إلى الملايين التي دفعها صندوق الثروة السيادي.

وألمحت الصحيفة إلى أنها كشفت في وقت سابق كيف أجرى بلير محادثات في عام 2013 مع اللورد ديتون السكرتير التجاري للخزانة البريطانية، نيابة عن الإمارات عندما كان يحاول تأمين صفقات مع بريطانيا قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

المصدر : تلغراف