إدارة ترمب ليست لها سياسة واضحة في سوريا

US President Donald J. Trump gestures while speaking as he meets with county sheriffs during a listening session in the Roosevelt Room of the White House in Washington, DC, USA, 07 February 2017. The Trump administration will return to court on 07 February to argue it has broad authority over national security and to demand reinstatement of a travel ban on seven Muslim-majority countries that stranded refugees, triggered protests and handed the young government its firs
بحسب وول ستريت جورنال فإن ما تريده أميركا في سوريا هو الفوضى بعد الهزيمة الوشيكة للتنظيم (الأوروبية)

شككت افتتاحية وول ستريت جورنال في أن تكون لدى إدارة ترمب سياسة في سوريا، وأنه حتى إذا كانت هناك سياسة فإنها غير واضحة، وقالت إن قرارات الإدارة الأخيرة توحي بأن البيت الأبيض قد يكون مستعدا لاستيعاب الهدف الروسي والإيراني بدعم نظام بشار الأسد على المدى الطويل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة كشفت الأسبوع الماضي عن أنها توقفت عن مساعدة المقاتلين العرب السنة المناهضين للأسد الذين كانت تدربهم وتجهزهم وتمولهم المخابرات المركزية منذ عام 2013.

وعلقت بأن هذا الأمر قد يكون منطقيا لو أن أي أحد فهم ما تحاول الولايات المتحدة تحقيقه بعد الإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة (شمالي سوريا).

وأضافت أن ما تريده أميركا في سوريا هو "الفوضى" بعد الهزيمة الوشيكة للتنظيم. وعلى هذا النحو يبدو أن إدارة ترمب تريد التوصل إلى اتفاق مع روسيا لتحقيق الاستقرار في سوريا حتى لو كان ذلك يعني ترسيخ الأسد والوجود العسكري الروسي والإيراني.

من الصعب تصور سوريا مستقرة ما دام الأسد في السلطة، ولكن إذا بقي فإن الهدف الأميركي يجب أن يكون بلدا مقسما مع مناطق آمنة للسنة والأكراد الذين ساعدوا في تحرير الرقة

وأشارت الصحيفة إلى أن وقف دعم الجيش السوري الحر السني طالما كان هدفا روسيا وإيرانيا؛ فقد ساعد مقاتلوه في احتواء جبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) المعارضة السنية الأكثر تطرفا في جنوب سوريا وحاربوا تنظيم الدولة، لكنهم أيضا يريدون الإطاحة بالأسد.

وأردفت أنه "ليس كل الثوار السنة معتدلين كما نريد، لكنهم ليسوا تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة، ووقف تسليحهم فاجأهم وسوف يجعل حلفاءنا في المنطقة أكثر تشككا في مصداقية الولايات المتحدة".

وقالت الصحيفة إن روسيا وإيران تعرفان ما تريدانه في سوريا، وهو دولة يعاد توحيدها تحت سيطرة الأسد، وستحصل إيران حينها على مدينة عربية أخرى هي دمشق لتكون تحت سيطرتها، وستكون قاعدة أخرى لها تقوض من خلالها حلفاء أميركا في الأردن، وتهاجم منها إسرائيل عندما تندلع الحرب القادمة، كما أن روسيا تريد أن تظهر للعالم أن حلفاءها يفوزون دائما، مع حفاظها على قاعدتها الجوية وميناء بالبحر المتوسط.

ورأت الصحيفة أنه لا شيء من هذا في مصلحة الولايات المتحدة، وأن الطريقة الوحيدة للتوصل إلى حل دبلوماسي مقبول هو إذا شعرت روسيا وإيران بأنهما تدفعان ثمنا فادحا لبقائهما المؤقت في سوريا؛ وهذا يعني المزيد من الدعم لأعداء الأسد وليس قطع الدعم عنهم دون سابق إنذار، ويعني بناء تحالف شرق أوسطي على استعداد لمحاربة تنظيم الدولة ومقاومة إيران، ويجب على الولايات المتحدة أيضا أن تنظر في فرض "مناطق آمنة" في سوريا للقوات المناهضة للأسد.

وأضافت أنه من الصعب تصور سوريا مستقرة ما دام الأسد في السلطة، ولكن إذا بقي فإن الهدف الأميركي يجب أن يكون بلدا مقسما مع مناطق آمنة للسنة والأكراد الذين ساعدوا في تحرير الرقة، وبعد ذلك قد يكون من الممكن التسامح مع حكومة للأسد يهيمن عليها العلويون.

لكن لن يحدث أي من ذلك إذا تخلت الولايات المتحدة عن حلفائها إلى محور روسيا-الأسد-إيران، وإذا كان التخلي عن سوريا لإيران هو هذه السياسة، فعلى الأقل تعترف بذلك علنا حتى يعرف الجميع النتيجة.

المصدر : وول ستريت جورنال