نيوزويك: أميركا تنزلق إلى عقد آخر من الحرب

هل ستشارك القوات الأميركية بمعركة الرقة؟
تزايد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (الجزيرة)

يرى الكاتب فريد زكريا أن الولايات المتحدة تنزلق إلى عقد آخر من الحرب في الشرق الأوسط الكبير، لافتا إلى أن العقد القادم من الصراع قد يكون أكثر اضطرابا وزعزعة للاستقرار من العقد الماضي.

وأشار الكاتب في مقاله بمجلة نيوزويك إلى أن الرئيس دونالد ترمب تولى منصبه ولديه شكوك في سياسة أميركا تجاه المنطقة، ويرى نفسه رجلا قويا، ولذلك عندما أصبح في البيت الأبيض أحاط نفسه بمجموعة من الجنرالات، ويبدو أن غريزته الرجولية قد انتصرت، حيث زادت الإدارة الأميركية عملياتها العسكرية في أنحاء الشرق الأوسط الكبير، في سوريا واليمن وأفغانستان والصومال، بمزيد من القوات والقصف والمهام.

القوة العسكرية بلا إستراتيجية أو عملية سياسية ودبلوماسية مصيرها الفشل، بل وربما تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، وهناك شاهد على ذلك من العقد الماضي

وشكك في الإستراتيجية الأساسية وراء هذا الأمر، وقال إن التصعيد في سوريا بإسقاط مقاتلة سورية يمكن أن يضع واشنطن على مسار تصادم مع موسكو حليفة النظام هناك، مع إمكانية حقيقية لعمليات عدائية عسكرية بين البلدين. والأسوأ من ذلك أنه من غير الواضح كيف ستحقق هذه العدوانية تجاه نظام بشار الأسد المهمة الوحيدة المعلنة لتورط الولايات المتحدة في سوريا ألا وهي دحر تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرى الكاتب أن من علامات عدم الاستقرار في العقد القادم في أفغانستان أن ترمب فوّض تفاصيل زيادة مصغرة هناك  قوامها أربعة آلاف جندي لوزير الدفاع جيمس ماتيس وغيره من كبار القادة العسكريين، وتساءل عن جدوى هذه الزيادة، خاصة أنه كان هناك العديد من الزيادات السابقة، وهل هذه المهمة تشتت الانتباه عن المصالح الأميركية الكبرى الأخرى في جميع أنحاء العالم، وأضاف أنه إذا كانت الولايات المتحدة "لا تربح"، كما يعترف ماتيس، فماذا سيحقق الأربعة آلاف جندي الإضافيين ما لم يتمكن من تحقيقه 130 ألف جندي؟

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تشارك في اليمن بنشاط أكبر في صراع لا يفعل شيئا يذكر لتعجيل القتال ضد "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، وبصفقة الأسلحة الأخيرة للسعودية تزيد واشنطن من تأجيج الحرب بالنيابة التي تقودها المملكة ضد إيران، ويبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان سيستمر في هذا الصراع الذي أخذ منحى أسوأ بكثير مما كان متوقعا وأسفر عن كارثة إنسانية، حيث يموت طفل يمني كل عشر دقائق من أسباب يمكن الوقاية منها، بحسب منظمة اليونيسيف.

وختم الكاتب بأنه في جميع الحالات تقريبا التي تشارك فيها القوات الأميركية تكون الحلول السياسية أكثر من الحلول العسكرية، وأصبح هذا الأمر واضحا بشكل خاص في أماكن مثل سوريا وأفغانستان، حيث قامت العديد من القوى الإقليمية ذات المصالح الكبيرة بمراقبة الأوضاع ونشر نفوذها، والقوة العسكرية بلا إستراتيجية أو عملية سياسية ودبلوماسية مصيرها الفشل، بل وربما تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، وهناك شاهد على ذلك من العقد الماضي.

المصدر : نيوزويك