فورين بوليسي: سياسة ترمب الخارجية في 100 يوم

U.S. President Donald Trump waits to speak by phone with the Saudi Arabia's King Salman in the Oval Office at the White House in Washington, U.S. January 29, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
أين أخفق وأين نجح ترمب في تنفيذ وعوده الخارجية؟ (رويترز)
تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتحدثت عن بعض جوانب هذه السياسة خلال المئة يوم الأولى من توليه زمام الأمور في البلاد، وذكّرت بأن ترمب المرشح سبق أن وعد بتغيير كبير لسياسات الولايات المتحدة.

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب هال براندز قال فيه إن بداية فترة حكم ترمب المبكرة شهدت زوبعة من النشاط والخلاف والفوضى، لكنه يتبين أن ترمب المرشح كان يعني ما يقول، ومثال ذلك مناداته بشعار "أميركا أولا" الذي انعكس في عدد من الإجراءات التي اتخذها ترمب الرئيس.

وأشار الكاتب إلى أن ترمب وقع عددا من الأوامر التنفيذية من بينها أمر تنفيذي تنسحب بموجبه الولايات المتحدة رسميا من اتفاق تجارة الشراكة عبر الهادي، وأمر آخر يحظر على المهاجرين من بعض الدول القدوم إلى البلاد.

وقال إن بعض المبادرات التي اتخذها الرئيس ترمب قد تعثرت، وإن بعضها الآخر تبلور على أرض الواقع أو جرى تعديلها.

‪الرئيس ترمب أصدر عددا من الأوامر التنفيذية مبكرا‬ (رويترز)
‪الرئيس ترمب أصدر عددا من الأوامر التنفيذية مبكرا‬ (رويترز)

أوامر تنفيذية
وأضاف الكاتب أنه يصعب إحداث تغيير جذري في بعض الأحيان، وأن كل رئيس تقريبا يبدأ مشواره بطرح الكثير من التعهدات لكنه يضطر إلى التراجع عن بعضها. وأما في حالة الرئيس ترمب فقد ثبت أن سياسته الخارجية تسير بشكل طبيعي وعلى عكس ما توقعه كثير من المراقبين.

وأوضح أن ترمب تعلم كيف يبدي تراجعا عن سياسته المتشددة إزاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأنه أكد على تحالف الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية، وسط الأزمة المتزايدة مع كوريا الشمالية.

وأضاف براندز أن ترمب اتخذ أيضا موقفا أكثر اعتدالا بشأن إعادة التفاوض المتعلق باتفاقية التجارة الحرة وبشأن اتفاقات تجارية أخرى، وأنه لم يقدم على تمزيق الاتفاق النووي مع إيران، كما أرجأ خططا للتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح أن الرئيس ترمب تراجع عن الجهود الأولية للسلام مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك من خلال قصفه مطار الشعيرات بريف حمص الشرقي التابع للنظام السوري بـ59 صاروخا من طراز توماهوك، وذلك ردا على استخدام الأخير للأسلحة الكيميائية.

لهجة قاسية
وأضاف الكاتب أن الرئيس ترمب استخدم لهجة قاسية مع بعض الجهات الدولية، ولكنه لا يتخذ من هذه القسوة إستراتيجية لسياسته الخارجية، بل إنه استخدمها للضغط على دول مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا، وذلك لأن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان خجولا في التعامل مع التهديدات ضد الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن ترمب أرخى الحبل لجنرالات بلاده بشأن اتخاذهم القرار الذي يرونه مناسبا، وأنه وافق على شنهم غارات أكثر خطورة لمكافحة الإرهاب، بل إنه سمح لقادة الميدان باستخدام أسلحة قوية دون موافقة مسبقة من واشنطن، رغم ما قد تنم عنه هذه السياسة من مخاطر.

وقال إن هناك دلائل على أن الخطاب الرئاسي لترمب يكون أحيانا بعيدا عن الواقع، وذلك مثل إعلانه عن توجه قطع حربية أميركية نحو كوريا الشمالية، لكنها كانت في دورية روتينية. وأضاف أن هذه السياسة من شأنها أن تفقد الولايات المتحدة صدقيتها.

واختتم الكاتب بالقول إن أول مئة يوم في الحكم في الظروف الطبيعية ينبغي لها أن تكشف عن طبيعة السياسة الخارجية للحاكم، لكن إدارة ترمب لا يمكنها الإجابة عن هذه النقطة حتى الآن.

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي