فيسك: لا جدوى من المصالحة التي أعلنها النظام السوري

Rebel fighters and their families evacuate the Waer district in the central Syrian city of Homs, in this handout picture provided by SANA on March 27, 2017, Syria. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE.
مسلحون معارضون وأسرهم يغادرون حي الوعر بمدينة حمص السورية الاثنين الماضي (رويترز)

تساءل الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن كانت هناك مصالحة في سوريا قادرة على شفاء الجروح العميقة لهذه البلاد طوال السنوات الماضية.

ولم يكتف فيسك في إجابته بالتحليل النظري فقط، بل نقل مشاهد حية مع أفراد ليتعرف على آرائهم في المصالحة التي يروّج لها النظام السوري هذه الأيام.

وأورد في مقال له بصحيفة إندبندنت أن الحكومة السورية مهتمة فقط حاليا بإحصاء المغادرين حي الوعر بمدينة حمص هذا الشهر. ونقل عن حاكم حمص طلال البرازي "توسلاته" للمغادرين بالبقاء والاندماج في "المجتمع السوري" مع ضمانات بالحماية.

وقال الكاتب إن هذا العرض لن يجد من يصغي إليه ممن اطلعوا على آخر تقارير منظمة العفو الدولية عن الإعدامات التي نفذتها الحكومة.

وأشار إلى أن شابا ضمن المغادرين من الوعر لفت انتباهه بشدة عندما ابتسم داخل الحافلة التي تقل المغادرين، وأدار بندقيته على رأسه دورات مستمرة ما يعني أنه سيعود للقتال مرة أخرى.

وقال فيسك: لكن الرغبة في العودة للقتال يشاركه (الشاب) فيها وبنفس الحماسة كثير من الجنود داخل الجيش السوري، وهو المؤسسة الرسمية الوحيدة التي ظلت تعمل بالكامل في البلاد.

وتساءل عن الكيفية التي يمكن بها تغيير تفكير من حاربوا نظام الأسد الذين قُتل أصدقاؤهم وأقاربهم، وهم يقاتلون بهذه الأيام التي يروّج فيها النظام لما يسميه "المصالحة".

وأضاف أن حكام المدن أصبحوا يرددون حاليا كلمة "مصالحة" كالتعويذة، كما أن لجان المصالحة توجد في كل مدينة وبلدة يسيطر عليها النظام، وتردد أيضا الوعود بالعفو والتسامح وضمان الحرية لمن يرغب في غسل يديه من كل الدماء التي سالت.

وقال أيضا إن جميع من التقاهم من الجنود السوريين وكذلك الروس "الذين يراهم بأعداد متزايدة في البلاد" قد كتبوا على أكمام ملابسهم باللغتين العربية والروسية "قوات المصالحة".

وحكى فيسك عن آباء قُتل أبناؤهم بعد اختطافهم لم يستطع توجيه السؤال عن المصالحة إليهم لأنه -كما قال- يعلم مسبقا ردهم الذي ينفي موافقتهم عليها، قائلا إن هذا هو موقف أغلب السوريين من طرفي الحرب بشأن "المصالحة" التي يروّج لها رسميا في سوريا هذه الأيام.      

المصدر : إندبندنت