كاتب: بوتين لا يريد من أميركا سوى استمرار فساده

Russia's President Vladimir Putin speaks during a meeting dedicated to the Winter Universiade 2019 in the Siberian city of Krasnoyarsk, March 1, 2017. Sputnik/Aleksey Nikolskyi/Kremlin via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY.
بوتين يتحدث في اجتماع بمدينة كراسنويارسك بسيبيريا في الأول من الشهر الجاري (رويترز)

قال الكاتب البريطاني أوليفر بالوغ إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يهدف من تقربه للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الإطاحة بأميركا من عرش العظمة العالمية، بل إلى استخدامها لتوسيع الفساد المالي لحكومته، لكن من المرجح أن يفشل ويخسر كثيرا.

وأوضح الكاتب في مقال له بصحيفة الغارديان البريطانية أن بوتين بدأ حياته السياسية عام 1999 ملتزما بالتعددية العالمية، وكان أداؤه جيدا، وبدأت موسكو تبدو كمدينة أوروبية عادية، ونجح بوتين في تحقيق مستويات جيدة من التنمية ومستويات المعيشة للروس وهزيمة "الإرهاب" في الشيشان والقوقاز ونيل تأييد الشعب له.

وبدأ الروس يسافرون في العالم الخارجي بثرواتهم الجديدة، وتعرفوا على أن موسكو -ورغم تحسنها الكبير- لا تزال خلف باريس ولندن وبرلين كثيرا، وتسبب هذا الانفتاح في شعور الروس بأن بوتين وأصدقاءه المليارديرات هم السبب في تخلف بلادهم، ونظم سكان موسكو احتجاجات شتاء 2011، وبدأ بوتين -فجأة- يفقد بريقه وشعبيته.

وعقب ذلك، كان بوتين بحاجة لجهة ما مناسبة ينحي باللائمة عليها، وكانت أميركا هي هذه الجهة، وبدأ الإعلام الروسي يهاجم السفير الأميركي لدى روسيا، كما بدأت السلطات المعنية تتهم النشطاء في حملات مكافحة الفساد بالارتباط بواشنطن، وكانت ماكينة الكرملين الإعلامية تسوّق قصة أن أميركا لا تعادي بوتين بسبب الفساد، بل لأنه خصم ومنافس على النفوذ العالمي، وأظهر بوتين نفسه متمردا عالميا، ومنافسا للنظام الليبرالي، واستعاد بوتين شعبيته.

وقال الكاتب، الذي قضى سنوات عديدة في روسيا مراسلا صحفيا، إن أصدقاء بوتين استولوا بالفساد على مليارات الدولارات خلال 17 عاما مضت، وإن العداء للغرب من قبل بوتين ما هو إلا محاولة لصرف انتباه الناخبين الروس عن الفساد الضخم الذي يتم في بلادهم، مضيفا أن بوتين أظهر مزيدا من النجاح في مساعدته ترمب في الفوز برئاسة أميركا.

واختتم بالوغ مقاله بأن بوتين لا يطمح حاليا -بعد الفضائح التي تعصف بترمب- إلى إبرام صفقة لصالح بلاده مع الولايات المتحدة، بل أقصى ما يتطلع إليه هو الحفاظ على النظام المالي العالمي الذي يسمح لسدنة الكرملين بالاحتفاظ بالمليارات التي أودعوها بملاذات آمنة في الغرب، وإذا انقلب ترمب على النظام المالي العالمي فإن بوتين سيخسر كثيرا.

المصدر : غارديان