نيويورك تايمز: بوتين تحت الضغط الشعبي

Law enforcement officers gather as they block opposition supporters in Moscow, Russia, March 26, 2017. REUTERS/Maxim Shemetov
الشرطة الروسية تقف أمام المتظاهرين بموسكو (رويترز)

قالت نيويورك تايمز إن سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تزال راسخة، لكن المظاهرات التي جرت أمس الأول يجب أن تقنعه بأن قبضته الحديدية لن تستمر طويلا مع التحديات الاقتصادية والسكانية التي يواجهها.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن كثيرا من المتظاهرين شباب لا يحصلون على الأخبار من المصادر الحكومية بل من مصادر أكثر استقلالية، ويبدو أنهم لا يخافون من بوتين.

ورغم القمع الذي لا يرحم الذي يمارسه بوتين -تقول الصحيفة- لم ينجح بوتين في كسر روح وشجاعة الروس الذين تظاهروا بعشرات الآلاف في موسكو والمدن الأخرى ضد الفساد المستشري رغم حظر التظاهر. ووصفت المظاهرات بأنها الأوسع خلال السنوات الخمس الماضية.

سبب التظاهر
وطالبت المظاهرات بإقالة رئيس الوزراء ديمتري مدفيدف، وكان السبب المباشر في قيامها هو فيديو يستغرق خمسين دقيقة أنتجه المعارض أليكسي نافالني وآخرون، وبلغ عدد المشاهدات له على وسائل التواصل الاجتماعي 13 مليونا.

ويزعم الفيديو أن مدفيدف حصل على رشى من جهات مهمة مكّنته من امتلاك عقارات جذابة وبساتين ويخوت بالخارج. وعرض أيضا الاستياء الواسع للشعب بما في ذلك المعاناة من الوضع الاقتصادي والقمع الحكومي ومنع المظاهرات السلمية.

وأضافت نيويورك تايمز أن بوتين عمل بشدة خلال الأعوام العشرين الماضية للقضاء على المعارضة السياسية الجادة، والإعلام المستقل، وحرية التعبير وحقوق الإنسان بشكل عام، كما كان عدوانيا بالمسرح الدولي. وأشارت إلى وفاة ثمانية من الشخصيات البارزة خلال الخمسة أشهر الماضية بعضهم في ظروف غامضة، وألمحت إلى أن بوتين سبق وأن أُتهم باغتيال صحفيين ومعارضين آخرين.

رد عنيف
وقالت الصحيفة إن رد الشرطة على المظاهرات كان عنيفا كما كان متوقعا، إذ تم اعتقال أكثر من ألف متظاهر بالعاصمة موسكو بمن فيهم نافالني الذي حُكم عليه أمس بالسجن 15 يوما لمقاومته معتقليه.

يُذكر أن نافالني يرغب بالترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل، ويبدو أنه يتمتع بالجاذبية الشخصية، ولديه رسالة قوية للناس تتمحور حول رفض الفساد الوبائي بالبلاد والذي يعتقد كثيرون أنه نقطة ضعف بوتين.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه ورغم الإعجاب "المربك" للرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الروسي فقد أصدرت الخارجية الأميركية بيانا يدين الاعتقالات ويعتبرها إهانة للديمقراطية، وقالت إن البيان أصدره المتحدث بالإنابة باسم الوزارة مارك تونر، معلقة بأنه لو صدر من الوزير ريكس تيلرسون لكان أكثر تأثيرا.

المصدر : نيويورك تايمز