هل ما زالت أميركا القوة العظمى بالشرق الأوسط؟

FILE-This file photo taken on Wednesday, Feb. 15, 2012, from the bridge of the Nimitz-class aircraft carrier USS Abraham Lincoln (CVN 72) shows U.S. aircraft parked on the flight deck in the Strait of Hormuz. Iran will target American aircraft carriers in the Persian Gulf should a war between the two countries ever break out, the naval chief of Iran's powerful Revolutionary Guard warned Tuesday as the country completes work on a large-scale mock-up of a U.S. carrier. (AP Photo/Hassan Ammar, File)
حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن في مضيق هرمز أوائل 2012 (أسوشيتد برس)
أشارت مجلة ناشونال إنترست الأميركية إلى التدخل الروسي في الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وإلى محاولات روسيا بسط نفوذها في الشرق الأوسط، وتساءلت عما إذا كانت أميركا لا تزال القوة العظمى في الشرق الأوسط.
 
فقد نشرت المجلة مقالا مطولا للكاتبين ريتشارد فونتين ومايكل سينغ، قالا فيه إن روسيا عندما بدأت تدخلها العسكري الكبير في سوريا خريف 2015، أذهلت العالم وأعلنت عن عودتها إلى الشرق الأوسط من الباب الواسع.

 
وأضافا أن هذه الخطوة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأت صناع القرار الأميركي بمن فيهم الرئيس السابق باراك أوباما، وأنه لم يمض وقت طويل حتى شاركت موسكو في نزع الأسلحة الكيميائية التي لدى رئيس النظام السوري بشار الأسد، ثم أعربت عن أملها في مزيد من التعاون من أجل السلام في سوريا.

 
وأشارت ناشونال إنترست إلى أن الشرق الأوسط أصبح يشكل منطقة تنافس للقوى الكبرى في العالم، وقالت إن ذلك لا يقتصر على الولايات المتحدة وروسيا، بل إن أوروبا ودولا مثل الصين واليابان والهند لها محاولاتها لبسط شكل من أشكال النفوذ في الشرق الأوسط بصور مختلفة، وذلك في ظل تصورها أن الولايات المتحدة تقوم بفك ارتباطها بالمنطقة.

‪روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم3 في قصف سوريا‬ روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم3 في قصف سوريا (رويترز )
‪روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم3 في قصف سوريا‬ روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم3 في قصف سوريا (رويترز )
التدخل الروسي
وأضافت المجلة أنه ينبغي على صناع القرار الأميركيين أن ينظروا بشكل جدي إلى التحديات التي تواجه النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وخاصة في ظل الأزمتين المتفاقمتين اللتين تعصفان بكل من العراق وسوريا، ووسط تداعيات الربيع العربي في المنطقة بشكل عام.
 
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تفكر بأن قوى خارجية أخرى قد تكون قادرة على منافستها في النفوذ بالشرق الأوسط، وأن هذه القوى الخارجية بينما تبقى محدودة الأهداف والقدرات والوسائل لتحقيق هذه الأهداف، فإن المنطقة تشهد تحولا جوهريا هذه الأيام.

وأوضحت أن زمن استمرار نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط دون منافس أو منازع قد بلغ نهايته، أو ولى وانتهى.

 

وأشارت إلى الثورة الإيرانية في 1979 وإلى محاولات إيران بسط نفوذها في عدد من الدول العربية والمنطقة، وإلى نشر الولايات المتحدة قواتها في أنحاء متفرقة من الوطن العربي كما في العراق وسوريا وليبيا والإمارات والبحرين ومصر واليمن وقطر ومناطق أخرى.

وأضافت أن الولايات المتحدة ورثت الدور الدبلوماسي الذي كانت تشغله بريطانيا في المنطقة لسنين، وأن أميركا أظهرت رغبة متكررة في استخدام القوة لضمان تدفق نفط المنطقة إليها بوصفها أكبر مستهلك للطاقة.

كما أشارت إلى تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط في أعقاب غزو العراق عام 2003 وإلى الصراعات التي نشأت جراء الربيع العربي واندلاع الحروب في سوريا واليمن وليبيا والعراق، وهو ما حطم النظام الإقليمي الذي كان سائدا لعقود وأدى إلى موجة جديدة من السياسات الطائفية في المنطقة.

 

وقالت ناشونال إنترست إن الدور الأميركي في الشرق الأوسط بدأ بالتراجع، وإن انتباه الساسة الأميركيين اتجه إلى محور آسيا، وإن المنطقة انزلقت في الفوضى وصارت ملاذا آمنا لتنامي قوى "التطرف والإرهاب".

وأضافت أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق لفترة من الزمن دون تدخل يذكر من جانب أميركا، وأن الولايات المتحدة لم تعر كبير انتباه إلى الأزمة السورية المتفاقمة، وأن المنطقة الآن صارت هشة ومفتوحة أمام الطامعين على المستويين الإقليمي والدولي.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية