دراسة اجتماعية: ترمب من أكذب الناس

epa05736581 President Donald J. Trump salutes from the reviewing stand during the Inaugural Parade after he was sworn in as the 45th President of the United States in Washington, DC, USA, 20 January 2017. Trump won the 08 November 2016 election to become the next US President. EPA/JUSTIN LANE
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مراسم تنصيبه في واشنطن في 20 يناير/كانون الثاني 2017 (الأوروبية)
تقول عالمة الاجتماع المتخصصة بيلا باولو إنها قضت عشرين عاما في دراسة أحوال الكذابين وأكاذيبهم، وإنها اعتقد أنها أكملت المشوار، لكنها فوجئت بالرئيس الأميركي دونالد ترمب  يأتي ليمثل أكذب الكذابين.

وأوضحت الباحثة في مقال نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أنها اكتشفت أن أكاذيب ترمب متكررة وأكثر خبثا من أكاذيب الناس العاديين، وأن بعضها يصعب تصنيفه لأنه يخدم أغراضا متعددة في نفس اللحظة.

وقالت إنه ابدأت بحوثه افي منتصف تسعينييات القرن الماضي عندما كاتن أستاذة في جامعة فرجينيا، وإنها – هي وزملاء لها- طلبوا من 77 طالبا في الجامعة ومن سبعين شخصا من المجتمع القريب الاحتفاظ بمذكرات بكل الأكاذيب التي قالوها كل يوم ولمدة أسبوع.

وتقول إن الطلبة وبقية الأشخاص الذين خضعوا للبحث قاموا بتسليم هذه المذكرات دون ذكر أسماء، وإنها وبقية الباحثين قاموا بتصنيف الأكاذيب لمعرفة الغرض من وراء كل كذبة فيها، وإن التصنيف جرى لمعرفة ما إذا كانت الكذبة من أجل خدمة ذاتية، وذلك كأن تكون الكذبة من أجل حماية الكاذب من الحرج أو الملامة أو من عواقب أخرى غير مرغوب فيها، أو أن تكون من أجل تملق أو حماية شخص آخر.

ترمب يقول إن الناس اصطفوا بعشرات الآلاف في الشوارع للسلام عليه ولقائه بعد زيارته الأخيرة لفيتنام (رويترز)
ترمب يقول إن الناس اصطفوا بعشرات الآلاف في الشوارع للسلام عليه ولقائه بعد زيارته الأخيرة لفيتنام (رويترز)

تصنيفات
وتشير الباحثة إلى أن صحيفة واشنطن بوست الأميركية سلطت الضوء على أكاذيب الرئيس ترمب منذ فوزه بانتخابات الرئاسة، وإلى أنها قامت بإخضاع المئات من أكاذيب ترمب هذه للتصنيفات الواردة في الدراسة.

وتقول إنه تبين أن الطالب الجامعي -من ضمن الخاضعين للدراسة- كان يكذب بمعدل كذبتين في اليوم الواحد، وذلك في مقابل كذبة واحدة باليوم للمشاركين من المجتمع المحلي.

أما بالنسبة لترمب ففي أول 298 يوما له في الحكم فإنه أدلى بنحو 1628 تصريحا كاذبا أو مغلوطا، أي بمعدل نحو ستة تصريحات كاذبة في كل يوم.

وتضيف أن أكاذيب ترمب تزايدت منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتصل إلى ما معدله تسعة أكاذيب كبيرة في اليوم الواحد، متجاوزا بذلك أكبر الكذابين الذين كشفت عنهم الدراسة.

وتقول الباحثة إنها وزملاءها تمكنوا من تصنيف الأكاذيب الواردة في الدراسة بكل سهولة لكنهم واجهوا صعوبات في تصنيف أكاذيب ترمب، وذلك لأن نحو 24% من أكاذيبه كانت تخدم عدة أغراض في وقت واحد.

وتكشف الدراسة عن أن أكاذيب ترمب كانت مذهلة ومؤذية، خاصة فيما يتعلق بمساعديه.

أكاذيب مذهلة
وتقول الباحثة إن نحو ثلثي أكاذيب ترمب أو 65% منها كانت لخدمة أغراضه الذاتية كقوله إن هناك تخفيضات ضريبية كبيرة، وإنها تعتبر أكبر تخفيضات في تاريخ البلاد.

أما الكذبة الكبرى من أكاذيب ترمب فتتعلق بالأشخاص الذي جاؤوا للقائه بشأن زيارته الرئاسية الأخيرة إلى فيتنام، حيث يقول إنهم اصطفوا في الشوارع بعشرات الآلاف حتى يتمكنوا من الوصول إليه، ويعرض الباحث مزيدا من أكاذيب ترمب المذهلة الكبرى.

وتقول عالمة الاجتماع إن كثرة أكاذيب ترمب تنتهك بعض المعايير الأساسية للتفاعل الاجتماعي البشري والروح الإنسانية.

وتشير إلى أن وسائل الإعلام لا يمكنها الوصول إلا إلى القليل من أكاذيب ترمب، وهي تلك التصريحات التي يدلي بها في العلن وإلا فسيكون معدل أكاذيبه أعلى.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة