عند شرطة شيكاغو كل أسود مجرم

Residents in the Rogers Park neighborhood attend a community meeting to speak about the recent violence in the community in Chicago, Illinois, U.S. October 16, 2017. Cynthia Trevillion, a teacher at Waldorf School in Chicago, was shot in the head and fatally wounded during a drive-by shooting as she walked with her husband in the 6900 block of North Glenwood Avenue on Friday, October 13. Photo taken October 16, 2017. REUTERS/Joshua Lott
سكان أحد أحياء شيكاغو يشاركون في اجتماع بشأن أعمال عنف بالمدينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (رويترز)

قال كاتب مقال في صحيفة نيويورك تايمز إن جميع الفتيان السود بمدينة شيكاغو يعتبرون نظريا أعضاء في عصابات حتى يثبتوا العكس.

وأضاف الكاتب تامار ماناسه أنه لا يهم إن كان الفتى من أسرة محترمة ولديه أبوان محبان، بل كل ما يهم العالم الأبيض هو لون البشرة، وأن هذا العالم لا يرى أبناء السود أبناء ككل الأبناء، بل يراهم مجرد بلطجية.

وقال إن إحدى المواطنات البيض في شيكاغو كتبت تعليقا على موضوع بصحيفة محلية كان ابنه الذي يلعب كرة السلة في أحد الأندية المعروفة إحدى الشخصيات المذكورة فيه. وقالت هذه المواطنة إنه من المرجح أن يكون "ابن الكاتب" عضوا بإحدى العصابات.

خوف مستمر
وأشار إلى أن كل أب أسود في شيكاغو يعيش بخوف مستمر من أن تسجل الشرطة اسم ابنه في قاعدة البيانات الخاصة بالعصابات الإجرامية والتي أصبحت تحتوي على 130 مشتبها فيه.

وقال تامار ماناسه إن الشرطة إذا أدرجت اسمك في قاعدة البيانات فلا يتوجب عليها إخطارك، وبعد ذلك إذا أوقفك رجل شرطة فإن احتمال وصولك إلى السجن كبير، لأنه من السهل على الشرطة أن تأتي لاعتقالك.

وأشار إلى أن وجود اسمك في قاعدة البيانات تلك سيحرمك من الحصول على عمل ويجعل من الصعب عليك الحصول على التراخيص المهنية لأن أرباب العمل يهتمون بمعرفة الخلفيات الاجتماعية للعاملين معهم وسلوكهم، ومن المرجح أن يسألوا السلطات الرسمية لمعرفة ذلك.

معيبة ويجب تعديلها
ووفقا للكاتب، فإن قاعدة البيانات في شيكاغو أصبحت واحدة من القضايا التي يجمع نشطاء المجتمع وعدد متزايد من المسؤولين المنتخبين على أنها معيبة ويجب تعديلها.

وأشار إلى أن أسباب إدراج الفتيان في قاعدة البيانات تلك لا حصر لها، ومن بينها طريقة اللبس والوشم ومجرد الجلوس بالشرفات في وقت خاطئ، وأن 90% من الأشخاص المدرجين فيها سود أو من أصول لاتينية، وأغلبهم لم يقبض عليهم لارتكابهم أعمال عنف أو لتعاملهم مع المخدرات أو لحملهم غير القانوني للسلاح.

وأوضح أن ما فاقم اختلال قاعدة بيانات العصابات استخدام شرطة شيكاغو نظام حوافز لرجال الشرطة الذين يعتقلون خارج ساعات دوامهم الرسمي فتيانا مشتبها فيهم.

واختتم الكاتب مقاله بأن التنميط العنصري المسبق لم يجعل من شيكاغو مدينة آمنة ولن يجعلها، ويكمن الحل في الاستثمار بتحسين أوضاع المجتمعات المحلية.

المصدر : نيويورك تايمز