صحيفة: إستراتيجية إيران غير المباشرة من أجل نفوذ إقليمي

Iranian President Hassan Rouhani attends a meeting with his Russian counterpart Vladimir Putin (unseen) in Sochi, Russia, November 22, 2017. Sputnik/Mikhail Klimentyev/Kremlin via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
عقيدة إيران المعاصرة مصممة لمهاجمة الولايات المتحدة وكبح نفوذها بالشرق الأوسط (رويترز)

أشارت "واشنطن تايمز" إلى الصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون، الفصيل المتمرد في اليمن المدعوم من إيران، على العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي -وقبل اعتراضه- إلى أن هذا الحادث  دليل واضح على استمرار الصراع الطائفي المتزايد بين طهران والرياض الذي يحدث الآن بجميع أنحاء الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أنه كان أيضا انعكاسا دقيقا لنوع من التكتيكات غير المتماثلة التي تعطيها إيران أولوية بإستراتيجيتها للهيمنة الإقليمية.

وقالت كاتبة المقال الباحثة بمعهد أوتو سوهر للعلوم السياسية لادان يازديان إن هذا التركيز ليس جديدا وإن إيران لها تاريخ طويل في الاستفادة من الوكلاء والأساليب شبه العسكرية يرجع تاريخها إلى الأيام الأولى للجمهورية الإسلامية وقت آية الله الخميني عندما كان "الدفاع السلبي" يستخدم للتأمين بداية فترة ما بعد الثورة المضطربة، ولاحقا صاغت السنوات الثماني للحرب الوحشية بين إيران والعراق -والخسائر الفادحة التي تكبدتها الدولة بهذا الصراع- عقيدة إستراتيجية إيرانية جديدة أكدت على العمل غير المباشر والتكتيكات غير المتماثلة كوسيلة لتقليل المخاطر وتعظيم النفوذ.

الأهمية والنشاط الإقليمي لطهران آخذان بالارتفاع في الشرق الأوسط، وكذلك اهتمام إيران بالمناطق الواقعة خارج محيطها المباشر، بما في ذلك أفريقيا وأميركا اللاتينية

وأضافت الكاتبة أن هذه الأولويات مستمرة اليوم وأن عقيدة إيران المعاصرة مصممة لمهاجمة الولايات المتحدة وكبح نفوذها بالشرق الأوسط، لكنها في نفس الوقت تظل قاصرة عن مواجهة عسكرية شاملة مع القوات الأميركية. وهذا يفسر جهودها لتوسيع عمقها الإستراتيجي من خلال عمل بديل في دول مجاورة مثل العراق وسوريا، فضلا عن الاستثمارات الكبيرة قامت بها لتوسيع نطاق وتطور ترسانتها من الصواريخ البالستية.

وفي الوقت نفسه، تعمل إيران بنشاط لتحسين قدرتها في مجال الحرب السيبرانية، كما أنها أحرزت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة بشأن جيل جديد من التقنيات الهجومية، ومن أهمها الطائرات المسيرة المزودة بأجهزة استشعار متطورة وقدرات حربية إلكترونية، تسمح لها بالسيطرة المحتملة على مناطق محددة بالخليج العربي رغم الوجود النشط للقوات الأميركية هناك.

واليوم، في أعقاب الاتفاق النووي مع الغرب عام 2015، الأهمية والنشاط الإقليمي الإيراني آخذان في الارتفاع في الشرق الأوسط، وكذلك اهتمام إيران بالمناطق الواقعة خارج محيطها المباشر، بما في ذلك أفريقيا وأميركا اللاتينية. وفي آخر مؤشر على هذا التركيز الدولي الجديد، أكد حبيب الله سارياري الأدميرال السابق وأحد كبار مستشاري المرشد الأعلى مؤخرا أن بلاده تخطط لبعثات بحرية استكشافية في نصف الكرة الغربي.

وختمت الكاتبة بأنه يمكن توقع أن تعتمد الجمهورية الإسلامية اعتمادا كبيرا على قدراتها غير المتماثلة، بدءا من الحرب السيبرانية وحتى تكنولوجيا الجيل التالي لـ "Lawfare" وهو أحد أشكال الحرب غير المتماثلة باستخدام نظام قانوني ضد العدو، مثل الإضرار به أو نزع الشرعية عنه، من أجل النهوض بموقفها الإستراتيجي، فضلا عن تقليص موقف تلك الدولة التي تعتبرها خصمها الرئيسي (الولايات المتحدة).

المصدر : واشنطن تايمز