تايمز: لعبة بوتين بالشرق الأوسط كشفت حماقة أميركا

كومبو بوتين وأوباما والأسد وترامب
محللون يرون أن بوتين تفوق على نظرائه الأميركيين واتخذ من التدخل في سوريا انتصارا يمهد له النفوذ في المنطقة (الجزيرة)
تناولت صحيفة تايمز البريطانية عودة روسيا لبسط نفوذها في الشرق الأوسط، وقالت إن لعبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنطقة كشفت مدى حماقة القادة الأميركيين، وأنه تجاوز الرئيسين الأميركيين دونالد ترمب وباراك أوباما بالسياسة الواقعية والخبرة الإقليمية.
 
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب روجر بويز قال فيه إن لدى الرئيس بوتين مبدأ عمل يقول إنه لا تدع الحرب الفوضوية تذهب سدى، وأشار إلى الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من ست سنوات، وإلى التدخل العسكري الروسي فيها منذ أواخر 2015.

وقال إن الحرب في سوريا تكلف موسكو منذ سنتين نحو 2.5 مليون دولار في اليوم الواحد، وإن روسيا فقدت في خريف العام الجاري أحد جنرالاتها الذين كانوا يقدمون المشورة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

واستدرك بالقول لكن الحرب وفرت لروسيا سوقا لبيع الأسلحة، وأوضح أن الحملة الدولية المفترضة بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية سمحت لموسكو باختبار ما لا يقل عن ستمئة سلاح من أسلحتها المختلفة.

‪المقاتلة الروسية من طراز سوخوي إس يو25 من الأسلحة التي جربتها موسكو في الحرب السورية‬ (رويترز)
‪المقاتلة الروسية من طراز سوخوي إس يو25 من الأسلحة التي جربتها موسكو في الحرب السورية‬ (رويترز)

اختبار الأسلحة
وأضاف الكاتب أن من بين الأسلحة التي جربتها روسيا في الحرب السورية القاذفة سوخوي إس يو25 التي أسقطت القنابل غير الموجهة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية عبر 1600 طلعة جوية، وأن سوق هذه القاذفة أصبح رائجا بشكل كبير.

وأوضح أن الرئيس بوتين فاز الآن بسوريا، وأن كل ما عليه القيام به هو كسب السلام، وأنه يعرض نفسه لبقية أنحاء الشرق الأوسط بوصفه الرجل الذي يحافظ على البقاء إلى جانب حلفائه في كل الظروف، وأنه سيتم الاعتراف به مرة أخرى بوصفه لاعبا عالميا.

وقال إن هناك لحظات واضحة حيث تحتاج موسكو وواشنطن فيها إلى التعاون، ولكن بوتين كان عازما على التحايل على ترمب، إذ إنه يريد بقاء الأسد في السلطة حتى يتمكن الكرملين من إيجاد البديل المناسب، بينما تقوم موسكو بتوسيع قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس الساحلية السورية من أجل استيعاب أكثر من عشر سفن حربية.

وأضاف أن بوتين سيحدد من يمثل المعارضة في محادثات السلام السورية المقبلة، وأما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فسيتسلمان مشروع قانون لإعادة بناء البنية التحتية في سوريا، وأن الولايات المتحدة ستبادر إلى الانسحاب من الشرق الأوسط بوصة بوصة.

وأشار إلى أن مفاوضات السلام السورية انطلقت الثلاثاء في جنيف بسويسرا في جولتها الثامنة، لكن الوفد الحكومي لم يكلف نفسه عناء الحضور، وقال إن الأسد لا يقفز سوى إذا دعاه بوتين إلى القفز.

وتحدث عن لقاء الرئيس بوتين مع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني في منتجع سوتشي الروسي قبل أيام، في إطار السعي لإيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية.

وقال إن للرئيس ترمب جزءا بسيطا في كل اللعبة البوتينية في سوريا، وذلك رغم الوجود العسكري الأميركي في البلاد.

وتحدث الكاتب عن دور الرئيس الروسي السابق يفغيني بريماكوف في تدريب بوتين على كيفية التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وأضاف أن بوتين سعى لإضعاف نفوذ الولايات المتحدة في العراق والمنطقة.

وأشار إلى أن كثيرا من المحللين اعتقدوا بأن بوتين سينزلق في المستنقع السوري بعد الحرب التي تورط فيها في أوكرانيا، لكن روسيا تغلبت على القوى العظمى الوحيدة المتبقية في العالم، وسيتخذ بوتين من سوريا انتصارا جديدا يضيفه إلى قائمة الأسباب التي تجعله يعتقد بأنه يجب أن يواصل قيادة روسيا.

المصدر : الجزيرة + تايمز