الغارديان: "القوة الغاشمة" لن تنهي أزمة سيناء

صور للقتلى داخل مسجد مسجد الروضة غرب مدينة #العريش منذ قليل .#سيناء
الهجوم الدموي على مسجد الروضة غرب العريش (مواقع التواصل الاجتماعي)

اهتمت بعض كبريات الصحف البريطانية اليوم بالهجوم الدامي على مسجد الروضة بشمال سيناء المصرية يوم الجمعة الماضية، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 قتيل وإصابة العشرات.

فقد وصفت افتتاحية صحيفة الغارديان الهجوم المروع على "مسجد للصوفية" بشمال شبه جزيرة سيناء بأنه الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث وأنه من أسوأ الهجمات التي وقعت في أي مكان آخر في السنوات الأخيرة، وأنه غير مسبوق أيضا بالرغم من تاريخ المنطقة الحديث المضطرب والدموي.

وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد لم يكن فقط في حجم الهجوم وقساوة تدبيره ولكن أيضا في هدفه، فهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها مسجد في المنطقة، بالرغم من أن المسلحين استهدفوا في السابق المئات من رجال الشرطة والجنود والكنائس القبطية في أنحاء مصر.

وأردفت الصحيفة بأن الغموض لا يزال يكتنف هذا الهجوم، حيث إن شمال سيناء منطقة مغلقة منذ إعلان الطوارئ فيها عام 2014. وبالرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم الدولة في سيناء "جماعة ولاية سيناء".

وأشارت الصحيفة إلى أن رد الدولة السريع على الهجوم بـ"القوة الغاشمة"، كما توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقصفها مواقع قيل إنها كانت أماكن "للإرهابيين"، أثار في حد ذاته أسئلة لدى البعض، إذ طرح العديد من التساؤلات حول هذا الأمر ولماذا لم تستهدف تلك المخابئ من قبل إن كانت معروفة سلفا؟

السيسي يواجه اليوم تحديا مسلحا لا يستطيع تجاهله كما أنه سيصعب دحره بمزيد من القمع للحريات المدنية أو العمليات العسكرية التقليدية. وحقيقة الأمر هي أن الرد الغاشم على الاضطرابات في سيناء قد أجج التمرد فيها بشكل كبير كما تمنى تنظيم الدولة

وختمت الصحيفة بأنه إذا كان هناك مؤشرات على أن تفكير القاهرة بدأ يتغير كما يعتقد البعض، فإن هذا التغيير ليس واضحا على أرض الواقع، ولكن الاعتماد على "القوة الغاشمة" من المرجح أن يحصد المزيد من أرواح المواطنين الأبرياء في شمال سيناء ولن تستطيع حمايتهم من هذا النوع من المهاجمين الذين هاجموا مسجد الروضة.

وفي السياق جاءت افتتاحية للتايمز بعنوان "مذبحة في سيناء"، وقالت الصحيفة إن مصر تواجه اليوم حربا شاملة من إرهابيين متوحشين يتدثرون بثياب المسلمين. ووصفت الهجوم بأنه أشبه بأسوأ فظاعات النازية في الحرب العالمية الثانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من حجم ووحشية هذا الهجوم الذي يبرز كأشد أعمال الإرهاب دموية على الأراضي المصرية، إلا أن ارتكابه لا يثير كثير دهشة نظرا لتزايد الحرب الوحشية التي تدور في شمال سيناء منذ خمس سنوات.

ووصفت الصحيفة رد القاهرة على الهجوم بأنه كان سريعا لكنه كان مضللا أيضا، ورأت أن قصف أماكن المهاجمين سيساعد بالتأكيد في تهدئة التذمر الغاضب للمصريين.

وختمت بأن السيسي يواجه اليوم تحديا مسلحا لا يستطيع تجاهله كما أنه سيصعب دحره بمزيد من القمع للحريات المدنية أو العمليات العسكرية التقليدية. وحقيقة الأمر هي أن الرد الغاشم على الاضطرابات في سيناء قد أجج التمرد فيها بشكل كبير كما تمنى تنظيم الدولة. ومصر تستحق كل الدعم من أصدقائها في هذا الوقت العصيب، ولكنها بحاجة أيضا إلى بضع كلمات هادئة في كيفية مكافحة الإرهاب بشكل أفضل.

المصدر : الصحافة البريطانية