مجلة أميركية: ما الوسيلة المثلى للتصدي للإرهاب؟

Italian police show a confiscated Islamic State (IS, or ISIS) flag during a press conference on anti-terrorism operation at Questura (Police headquarters) in Rome, Italy, 10 January 2017. A suspected member of Ansar al-Sharia, a Libyan group considered to be linked to al-Qaeda, was arrested in a counter-terrorism operation on 10 January in Lazio, the region Rome belongs to, sources said. Searches were conducted in dawn raids targeting suspected members of terrorist orga
شرطيان إيطاليان يحملان علما لجماعة أنصار الشريعة الليبية المرتبطة بالقاعدة بعد عملية مداهمة لمبنى في روما بحثا عن "إرهابيين" (الأوروبية)

قالت مجلة أميركية إن الحد من خطر "الإرهاب الإسلامي" ظل يمثل بؤرة اهتمام سياسة واشنطن الخارجية طوال 15 سنة ونيف، منذ أن أعلنت إدارة الرئيس جورج بوش الابن حربا عالمية على الإرهاب "في عقر ديار المجموعات الإرهابية".

ونقلت إدارة الرئيس باراك أوباما هذه الإستراتيجية إلى مسارح قتال جديدة في العراق وأفغانستان، وشن غارات بطائرات مسيرة في منطقة الشرق الأوسط، وعقدت شراكات محلية من أجل تفكيك الشبكات الإرهابية واجتثاثها من ملاذاتها الآمنة.

وطبقا لدراسة حديثة أجرتها جامعة براون الأميركية، فإن تكلفة الحرب العالمية على الإرهاب باهظة إذ بلغت حتى الآن خمسة تريليونات دولار. فهل جعلت هذه الحرب الولايات المتحدة أكثر أمنا؟ هكذا تساءلت مجلة ناشونال إنترست نصف الشهرية في مقال بعددها الأخير.

وأوضحت المجلة أن لجنة من كبار الخبراء في العلاقات الدولية تعتقد أن الإجابة عن السؤال هي أن أميركا لم تعد في مأمن. ويرى هؤلاء أن تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم يسهم في تحسين الأمن الأميركي.

بل إن تدخلها في العالم الإسلامي زاد الطين بلة، على حد تعبير أندرو باسيفيتش من جامعة بوسطن الذي قال إن تلك الحرب "كلفتنا وأولئك الذين ظننا أننا نحررهم، غاليا".

ستيفن وولت من جامعة هارفارد دعا الأميركيين لمراجعة فهمهم لظاهرة "الإرهاب الإسلامي"، إذ يعتقد أن تهديد الهجمات جرى تضخيمه، وأن الإرهاب لا يعدو أن يكون خطرا ضئيلا يتربص بالأفراد الأميركيين مقارنة بأنواع أخرى من المخاطر أو أسباب الوفاة

وناقشت لجنة الخبراء في اجتماعاتها عددا من القضايا المتعلقة بجذور "الإرهاب الإسلامي" وتداعياته على السياسة الأميركية، وركزت على الكيفية التي ينظر بها صناع السياسة الغربيون للمشكلة وإلى أي مدى شكلت أسلوب التعاطي الإستراتيجي معها. ثم تناولت في نهاية الأمر الحلول العملية التي يتوجب على الولايات المتحدة اتباعها.

ورأى باسيفيتش أن العالم الإسلامي يواجه ما سماها "أزمة حضارية"، إذ يعتقد أن أقلية صغيرة من المسلمين تسعى جاهدة للتوفيق بين عقيدتها والحداثة العلمانية، وتنتقد بشدة الولايات المتحدة باعتبارها رمز الحداثة الأعظم. ونتيجة لذلك، "فإن أي تدخل خارجي لا يستطيع كبح جماح الإرهاب".

ولا يتفق جون ميرشايمر من جامعة شيكاغو مع هذا الرأي. فهو يجادل بالقول إن السياسة الغربية هي المسؤولة عن انزلاق الشرق الأوسط في مستنقع الفوضى، وتكاثر المنظمات الإرهابية والمجموعات شبه العسكرية.

وبنظره، فإن عقودا من تورط الغرب قد أثار حفيظة جماعات عنيفة في بعض الدول، مضيفا أن غزو العراق والإطاحة بعقيد ليبيا معمر القذافي أدت إلى تفكيك المؤسسات التي كانت تكبح جماح تلك القوى. وكانت النتيجة -كما يقول ميرشايمر- حروبا أهلية أزهقت أرواح مئات الألوف ودفعت ملايين من البشر إلى النزوح عن ديارهم.

أما ستيفن وولت من جامعة هارفارد فيدعو الأميركيين لمراجعة فهمهم لظاهرة "الإرهاب الإسلامي"، ويعتقد أن تهديد الهجمات جرى تضخيمه، وأن الإرهاب لا يعدو أن يكون خطرا ضئيلا يتربص بالأفراد الأميركيين مقارنة بأنواع أخرى من المخاطر أو أسباب الوفاة.

من جانبه، قدم ويليام روجر من معهد شارلس كوش بعض التوصيات العملية -كما تصفها ناشونال إنترست- بشأن كيفية التصدي لمشكلة "الإرهاب الإسلامي"، إذ يقترح أن يقتصر التدخل الأميركي على حالات تتطلب استخدام القوة العسكرية لملاحقة أهداف إرهابية محددة، مشيرا إلى أن ضبط الأمن والنظام يتناسب أكثر مع معظم الحالات.

واستنادا إلى وجهة النظر هذه، فإن إنفاذ القوانين وإجراء التحريات يعد آلية أكثر فعالية وأقل تكلفة للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية.

المصدر : الصحافة الأميركية