هل تنهي محادثات السلام الجديدة آلام سوريا؟

blogs - Putin Erdogan
أردوغان (يمين) وبوتين (الجزيرة)
قالت الكاتبة إيما غراهام هاريسون إنه من غير المحتمل تماما أن تكون محادثات أستانا بشأن سوريا هذا الأسبوع أكثر من خطوة صغيرة لمحادثات أخرى حتى إذا اتفق جميع من يشارك فيها على أنها تكللت بالنجاح.

وأضافت في مقال لها نشرته صحيفة غارديان البريطانية إنه من غير الواضح ما تأمل فيه الأطراف المشاركة في هذه المحادثات أكثر من تمديد وقف إطلاق النار الذي يساعد في وقف نزيف الدم على المدى القصير، لكنه لن يحل المشكلات الكبرى التي تسببت في نشوء الصراع بسوريا.

ففي حالة تحقيق أطراف المحادثات تقدما باتجاه بلورة اتفاق لإنهاء الصراع، تقول الكاتبة، فإن غياب اثنين من أقوى المجموعات المعارضة نفوذا بالإضافة إلى الأكراد سيثير أسئلة كبيرة عن كيفية تنفيذ الاتفاق على الأرض.

أزمة اللاجئين
وقالت هاريسون أيضا إن السلام في سوريا لا يعني نهاية أزمة اللاجئين السوريين، لأن وحشية نظام الرئيس بشار الأسد خلقت بيئة غير مواتية للاستقرار.

واختتمت مقالها بالقول إن أي رؤية لسوريا جديدة يمكن أن تتفق عليها المعارضة والنظام ستجد شبح تنظيم الدولة يرافقها كظلها، علما بأن مسلحي التنظيم على استعداد دائم للقتال ويتمنون الموت.

وكانت هاريسون قد أشارت في ثنايا مقالها إلى أن محادثات أستانا تأتي عقب تغيّر كبير في ميزان القوة لصالح النظام السوري بعد الاستيلاء على حلب، وأنها تنعقد بدعم من اللاعبين الدوليين الذين تحكمت أموالهم وأسلحتهم في سير الحرب، وعقب وقف إطلاق النار الذي بدأ أواخر الشهر الماضي وساعد في كبح أعمال القتال في غالبية مناطق البلاد، الأمر الذي قالت الكاتبة إنه يساعد أيضا في بناء الثقة.

تنازلات
ولم تنس هاريسون فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب برئاسة أميركا، قائلة إنه ساهم هو الآخر في إضعاف آمال المعارضة، لأن ترمب أعلن أنه غير معني بأي شيء في سوريا غير القضاء على تنظيم الدولة وسيعمل بالتنسيق مع روسيا لتحقيق هذا الهدف.

كذلك أشارت الكاتبة إلى أن القوى الخارجية التي كانت تدعم المعارضة وتطالب بإبعاد الأسد شرطا للسلام قد وافقت على أن مطلبها هذا ليس مطلبا سياسيا مجديا.

وعن تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة السورية التي تؤوي الآن حوالي 2.8 مليون لاجئ سوري، قالت الكاتبة إنها أصبحت تتطلع للسلام في سوريا، فهي في مرحلة تقارب مع روسيا ويبدو أنها قبلت ببقاء الأسد لتركز على التقليل من تأثير أزمات سوريا عليها.

وأشار المقال إلى معارضة إيران مشاركة واشنطن في المحادثات، وإلى أبرز الغائبين مثل تنظيم الدولة "الذي لا يزال قويا بسوريا"، وجبهتي فتح الشام وأحرار الشام "اللتين تسيطران على مساحة واسعة من الأرض"، والأكراد الذين لم يُشاركوا لاعتراض أنقرة.           

المصدر : غارديان