كتاب بإسرائيل يهاجمون مؤتمر باريس ودور فرنسا

اختتام مؤتمر باريس بتأكيد حل الدولتين
كتاب إسرائيليون يقولون إن الوصول إلى حل يرضي الجانبين يتطلب منهما الجلوس إلى طاولة مفاوضات بعيدا عن المؤتمرات (الجزيرة)

نشرت صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقالين ينتقدان مؤتمر باريس للسلام ولا يعيرانه أهمية كبيرة.

فقد كتب جنرالان غربيان من أصحاب "مبادرة أصدقاء إسرائيل"، الأول مستشار الأمن القومي في إسبانيا رفائيل باردجيه، والثاني قائد قوات بريطانيا في أفغانستان ريتشارد كامب أن مؤتمر باريس لن يستطيع فرض حلول على الفلسطينيين والإسرائيليين ووضع نهاية للصراع الدامي بينهم، لأن الجانبين لو لم يريدا إنهاء الصراع فإنه لن يتوقف.

وأضافا في مقال مشترك للصحيفة أن الوصول إلى حل يرضي الجانبين يتطلب منهما الجلوس إلى طاولة مفاوضات مباشرة بعيدا عن المؤتمرات والخطط مثل مؤتمر باريس.

واتهما السلطة الفلسطينية برفض الذهاب للمفاوضات وأنها فضلت بدلا من ذلك إعلان خطط أحادية الجانب لإجبار المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل.

الكاتبان اعتبرا أن مؤتمر باريس نبع من رغبة جيدة لكن توقيته سيئ جدا، لأنه تزامن مع قرار مجلس الأمن الدولي 2334 الموجه ضد إسرائيل، ويأتي المؤتمر في هذا التوقيت بعد أسبوع فقط من تنفيذ عملية دعس في القدس، وهي ليست مناسبة جيدة للضغط على إسرائيل أو معاقبتها، فكلما شعر الفلسطينيون بأن إسرائيل معزولة أكثر فإن هذا يشجعهم أكثر على توسيع دائرة هجماتهم الدامية، كما أن عزل إسرائيل ومعاقبتها سيفقدان المجتمع الدولي حليفا كبيرا له في محاربة الإرهاب، حسب المقال.

وختما بالقول "في الوقت الذي يبدو فيه مؤتمر باريس عاجزا عن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فإنه بدلا من ذلك سيعمل على إشعال العنف أكثر وإبعاد الجانبين عن فرص التقارب بعكس ما يدعو إليه المؤتمر ويسعى إليه".

المستشرق الإسرائيلي زيسر يرى أن هولاند لم تتبق له إلا أيام قليلة وسيخلفه رئيس جديد بسياسات مختلفة (الجزيرة)
المستشرق الإسرائيلي زيسر يرى أن هولاند لم تتبق له إلا أيام قليلة وسيخلفه رئيس جديد بسياسات مختلفة (الجزيرة)

فيما كتب المستشرق الإسرائيلي آيال زيسر في ذات الصحيفة -تعقيبا على مؤتمر باريس- أن الشرق الأوسط لا ينتظر فرنسا وهي التي تسببت بتدمير ليبيا، وتراخي يدها في الحرب الدائرة في سوريا، وتحاول اليوم الشروع في العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضاف لم يدع أحد من الفلسطينيين والإسرائيليين فرنسا للوساطة بينهم، لكن شعور الدولة الإمبراطورية التي حكمت هذه المنطقة عدة عقود ما زال يرافقها، وما زالت مقتنعة أن بإمكانها التأثير في مجريات الأمور الدائرة فيها، لكن الشرق الأوسط برمته لا ينظر بجدية لمؤتمر باريس ولا يتعامل مع المبادرة الفرنسية للسلام لعدة أسباب.

وذكر زيسر أن من بين الأسباب -في نظره- أن الرئيس الحالي فرانسوا هولاند لم يتبق له سوى أشهر قليلة في قصر الإليزيه، وسيأتي بعده رئيس جديد بسياسة مختلفة تماما، وبعد أقل من أسبوع سوف تبتلع الأرض مبادرة فرنسا للسلام مع دخول دونالد ترمب البيت الأبيض.

وأشار أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية إلى أنه رغم الجدية التي تبديها فرنسا إزاء مبادرتها للسلام في الشرق الأوسط لكن أحدا في هذه المنطقة لم يعره اهتماما -كما يقول- لأن هناك تطورات أخرى تشهدها المنطقة أكثر أهمية منها.

وأنهى المقال قائلا إن المنطقة تعج بتطورات متلاحقة أكثر أهمية من مؤتمر باريس، لأن مصر متورطة في مشاكل اقتصادية متفاقمة وتواجه الجماعات المقربة من تنظيم الدولة الإسلامية، ودول الخليج منشغلة أكثر بمواجهة تمدد إيران في المنطقة، حتى الأردن يواجه صعوبات في استيعاب ملايين اللاجئين القادمين من سوريا والعراق.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية