تشكيك بصمود اتفاق السلام في كولومبيا
وقالت إن العالم أشاد بالنهاية المحتملة لصراع استمر نحو 52 عاما بكولومبيا في أعقاب الإعلان الأربعاء الماضي من جانب رئيس البلاد خوان مانويل سانتوس وحركة فارك المتمردة.
لكن الصحيفة استدركت بالقول إن الشكوك تجاه عملية السلام داخل هذا البلد والتفاصيل التي تم الكشف عنها توحي بشكل واضح أن الحفاظ على السلام هناك لن يكون سهلا.
وأشارت إلى أن اتفاق السلام يعتبر نتاجا لنحو أربع سنوات من المفاوضات التي استضافتها كوبا عن طريق نظام كاسترو الذي كان لعقود الراعي السياسي والممول لعسكري لـفارك الماركسية اللينينية.
تنازل
وأوضحت وول ستريت جورنال أن الاتفاق يحدد على الورق جدولا زمنيا مدته ستة شهور أمام فارك حتى تلقي السلاح وتتحول إلى حزب سياسي. وأن الاتفاق يضمن عشرة مقاعد لممثلي الحركة في الكونغرس الكولومبي لمدة ثماني سنوات.
وأضافت أن البنود التي تضمنها الاتفاق تشكل تنازلا مثيرا للحنق من جانب الحكومة لصالح "الإرهابيين" الذين أمضوا حياتهم وهم يشنون الحرب على الديمقراطية في البلاد.
واستدركت بالقول إن فارك تعهدت في المقابل بالتخلي عن تجارة المخدرات التي تعتبر مصدر تمويلها الرئيسي، وذلك مقابل وعود بتنمية ريفية في البلاد.
وقالت الصحيفة كذلك إن الأمر المثير للجدل بشكل أكبر هو أن الاتفاق يقضي بألا يوضع أي من قادة الحركة في السجن، وذلك شريطة اعترافهم بشكل صادق بالجرائم التي ارتكبوها بعد عرضهم على محاكم خاصة بمعرفة الحقيقة والمصالحة.
عدم رضى الأهالي
وأضافت وول ستريت جورنال أن هذا الإجراء يشكل أمرا مريرا لملايين الكولومبيين الذين فقدوا أقرباءهم أو تعرض أصدقاؤهم للقتل والذين تعرضوا للاختطاف والتعذيب خلال الفترة الطويلة من عهد فارك.
وقالت إنه لا عجب أن الكولومبيين سيخضعون الاتفاق لـاستفتاء وطني في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وأضافت أن استطلاعات الرأي تظهر انخفاض عدد الموافقين بجانب عدد كبير من المترددين في إبداء الرأي تجاه هذا الاتفاق، وأن نسبة مؤيدي الرئيس سانتوس في إبرام هذا الاتفاق بالكاد تقترب من 25%.
وأضافت أن مصدرا آخر للقلق يتمثل في أن فصائل منشقة عن حركة فارك نفسها أعلنت أنها لن تلقي أسلحتها، بغض النظر عما قرره المفاوضون في هافانا، وخاصة أن "القتلة المتصلبين" من هذه الفصائل المنشقة تأبى مقايضة نصيبها من تجارة الكوكايين مقابل مشاريع تنموية ترعاها الحكومة في مناطق نائية في البلاد.