سوريا تتعرض لإبادة جماعية والدبلوماسيون يثرثرون

A civil defence member carries a child that survived from under the rubble at a site hit by airstrikes in the rebel held area of Old Aleppo, Syria, April 28, 2016. REUTERS/Abdalrhman Ismail TPX IMAGES OF THE DAY
محاولات إنقاذ في أعقاب قصف النظام السوري على مدينة حلب القديمة شمال سوريا (رويترز)
قالت الكاتبة جنين دي جيوفاني إن إبادة جماعية تجري ببطء في سوريا بينما الدبلوماسيون يثرثرون، وأضافت أن المجموعة الدولية لدعم سوريا اجتمعت في جنيف أوائل الشهر الجاري لمحاولة تقرير مصير الشعب السوري، لكن المجتمعين غادروا من دون أن يتوصلوا سوى لوعود بمحاولة وقف الأعمال العدائية.

وأشارت جيوفاني إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سبق أن صرح بأن  التحدي يكمن في مدى إمكانية تحويل هذه الاحتمالات إلى اتفاق حقيقي على الأرض في سوريا، وأنه أشار إلى "إطار سياسي" لسوريا موحدة وغير طائفية.

وأضافت أن هذه التصريحات التي يطلقها الدبلوماسيون لا تعني شيئا بالنسبة للمقاتلين على الأرض في سوريا الذين يحاولون السيطرة على مزيد من المناطق بالبلاد التي تعصف بها الحرب الدامية منذ سنوات.

وأشارت الكاتبة إلى أن القذائف والبراميل المتفجرة تتساقط على مدينة حلب بينما تحوم المروحيات ويسمع أزيزها في السماء، وأن مدينة داريا قرب دمشق تتعرض لحصار قاس يفرضه عليها نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ 2012، وأن أكثر من ثمانية آلاف نسمة فيها يتضورون جوعا.

براميل متفجرة
وبحسب الكاتبة، فإن السوريين يتعرضون للقتل بمعدل شخص واحد في كل 51 دقيقة، وأنه في اليوم الذي اجتمع فيه الدبلوماسيون في جنيف تعرض 
28 مدنيا في سوريا للقتل، وأنه تم إطلاق 94 صاروخا وإسقاط أربعين برميلا متفجرا على رؤوس المدنيين.

كما انتقدت الكاتبة سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما المترددة إزاء الحرب التي تعصف بسوريا، وقالت إن تردد الولايات المتحدة هو ما أتاح الفرصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري لتولي زمام الأمور في سوريا على طريقتهما.

وأضافت أنه بينما يتردد المجتمع الدولي في اتخاذ قرار حاسم يوقف الحرب في سوريا فإن السوريين يتضورون جوعا وإن بلادهم تواصل الاحتراق.

وأشارت جيوفاني إلى أنه سبق لها الوصول خلسة إلى داريا في 2012 وأنها شاهدت بأم عينها الفظائع التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين، وأن رائحة الموت كانت تزكم الأنوف في كل الأنحاء.

وأضافت أن الحكومة السورية منعتها لاحقا من الحصول على تأشيرة كصحفية أميركية، وأنها تحولت للعمل في جانب المعارضة، حيث التقت لاحقا العديد من شهود العيان الذين وصفوا لها الكثير عن مآسي ضحايا التعذيب والاغتصاب والإخفاء القسري وشرحوا لها معاناة وحال عائلات المختفين.

وأشارت إلى أنها جمعت كما هائلا من الأدلة على الجرائم والفظائع التي يتعرض لها الشعب السوري على مدار أربع سنوات، وأنها كلها تثبت أن الشعب السوري يتعرض لإبادة جماعية مستمرة.
المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال