شكوك أوروبية في تغذية موسكو أزمة اللاجئين

Refugees and migrants gather near a check point on the Russian-Norwegian border outside Nickel (Nikel) settlement in Murmansk region, Russia, October 30, 2015. The flow of Middle Eastern migrants trying to reach Europe via the Russian Arctic slowed dramatically on October 29, partly due to a shortage of bicycles to cross the border, a source who deals with them told Reuters. According to officials, many Syrians obtain business or study visas to enter Russia and then travel through Moscow and Murmansk to Nickel, a town of some 12,000 population named after the metal mined there. REUTERS/Fyodor Porokhin
لاجئون قادمون من روسيا على دراجات بنقطة تفتيش بين روسيا والنرويج في أكتوبر الماضي (رويترز)
قالت نيويورك تايمز الأميركية إن الاتحاد الأوروبي لديه شكوك قوية بأن موسكو لها دور في عبور اللاجئين إلى القارة بالطريق القطبي وأنها تسعى للضغط على أوروبا بمفاقمة أزمة اللاجئين لتحقيق بعض أجندتها.

ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا من بلدة كاندالاكشا الروسية الحدودية مع فنلندا تثبت فيه أن عبور اللاجئين الحدود الروسية إلى أوروبا عبر النرويج وفنلندا أمر منظم تماما من قبل السلطات الروسية.

وأشارت إلى أن اللاجئين من روسيا إلى فنلندا ظلوا منذ الصيف وطوال الشهور القليلة الماضية يعبرون الحدود على متن سيارات روسية قديمة ومتهالكة تعود إلى الحقبة السوفيتية، وأن السلطات الفنلندية تقوم بمصادرة هذه السيارات "الخردة" فور وصولها إلى أراضيها، الأمر الذي تسبب في تراكم عدد كبير منها بالمعبر.

جرعة ثقيلة
وأوردت الصحيفة أن حركة السيارات الروسية الصدئة التي تحمل اللاجئين توقف فجأة الشهر الماضي وأن المسؤولين الفنلنديين لا يعلمون سبب التوقف، مضيفة أنه رغم أن عدد اللاجئين العابرين من روسيا قليل مقارنة بالعابرين من تركيا إلى اليونان، فإنه يضيف جرعة ثقيلة إلى القلق الجيوسياسي من أزمة اللاجئين.

نيويورك تايمز:
رغم أن عدد اللاجئين العابرين من روسيا قليل مقارنة بالعابرين من تركيا إلى اليونان، فإنه يضيف جرعة ثقيلة إلى القلق الجيوسياسي من أزمة اللاجئين

وأضافت أن قادة الاتحاد الأوروبي ناقشوا في اجتماع ببروكسل مؤخرا حركة اللاجئين من روسيا إلى أوروبا التي وصفوها بأنها غريبة ومتحوّلة من طريق إلى آخر، وتستمر وتتوقف دون معرفة الأسباب.

ونسبت نيويورك تايمز إلى مسؤولين فنلنديين شكوكهم بأن موسكو تغذي وتوظف أزمة اللجوء لانتزاع تنازلات من الدول الأوروبية أو شق الوحدة الأوروبية تجاه العقوبات المفروضة عليها.

التعامل بحذر
ونقلت عن وزير الخارجية الفنلندي السابق رئيس اللجنة البرلمانية للدفاع إلكا كانيرفا قوله إن الروس بارعون في إرسال الرسائل وإنهم يرغبون في إبلاغ فنلندا بأنه يجب عليها أن تكون حذرة للغاية عندما تتخذ قراراتها حول أمور مثل المناورات العسكرية والشراكة مع حلف الأطلسي (الناتو) والعقوبات الأوروبية على روسيا.

وقالت الصحيفة إنه عندما زار الرئيس الفنلندي روسيا الشهر الماضي تعرّض لتوبيخ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب "الضرر الذي لحق ببلديهما جراء العقوبات"، واتفق الرئيسان على منع عبور أي شخص باستثناء مواطني البلدين وروسيا البيضاء مدة ستة أشهر.

وأوضحت أن حركة اللاجئين من روسيا إلى أوروبا تعتمد تماما على قرارات جهاز الأمن الفدرالي الروسي بفتح الطرق أو إغلاقها في منطقة حدودية تعج بالقواعد العسكرية.

11 مليون
يُشار إلى أن عبور اللاجئين من روسيا إلى أوروبا بدأ أواخر الصيف الماضي بخمسة آلاف لاجئ تدفقوا فجأة إلى النرويج على دراجات هوائية عبر معبر بين البلدين كان في السابق يتمتع بإجراءات أمنية مشددة، وتوقف فجأة يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني بعد تنفيذ السلطات الروسية إجراءات مشددة عقب محادثات في موسكو مع مسؤولين نرويجيين تناولت كيفية وقف حركة اللاجئين.

ونقلت الصحيفة عن بعض اللاجئين إفادات بأن كلا منهم دفع آلاف الدولارات لمرشدين يعملون بتنسيق مع مسؤولين روس. وقالت إن نظام حركة اللاجئين دقيق، إذ لا يُسمح لأكثر من 30 لاجئا بالعبور إلى فنلندا يوميا، كما أن المواعيد والأسماء وتحديد السيارة لكل شخص يتم بتسجيل مسبق على قوائم مفصلة تضعها الجهات الرسمية، مضيفة أن السلطات الروسية تقول إن هناك حوالي 11 مليون لاجئ داخل أراضيها.

المصدر : نيويورك تايمز