غارديان: روسيا وأميركا يمكنهما فرض السلام بسوريا

عقبات في طريق مفاوضات جنيف بشأن سوريا
وزير الخارجية الأميركي جون كيري (يمين) ونظيره الروسي سيرجي لافروف (الجزيرة)
ركزت عناوين بعض الصحف البريطانية اليوم على الحرب في سوريا، وأهمية دور روسيا وأميركا في إحلال السلام فيها، وموقف المعارضة في هذه المعادلة، وتحذير المبعوث الأممي من أن تنظيم الدولة هو الرابح الوحيد في سوريا.

فقد استهل تشارلز غلاس مقاله بصحيفة غارديان بأن "روسيا وأميركا لديهما الآن القدرة على فرض السلام في سوريا".

ويقول الكاتب إنه على الرغم من التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والمعارضة المدعومة من الغرب فإن جولة اليوم تتم لأن روسيا وأميركا تريدان ذلك، ويبدو أنهما قد أدركتا أخيرا أن العقبة التي كانت في الجولتين السابقتين -وهي مصير الرئيس الأسد- لم تعد تستحق عناء استمرار الحرب الأهلية في سوريا.

لكنه أردف أنه إذا قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فستنتهي المفاوضات إلى فشل آخر.

وأوضح الكاتب أن الجميع أدرك أن هذه الحرب التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة، خاصة بعدما تعرضت أوروبا لهذه الموجة الهائلة من اللاجئين التي تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي الهشة، كما أنها أدت لامتداد الصراع إلى العراق وتهدد باندلاعه في لبنان والأردن.

وختم بأنه إذا قدر لهذه الحرب أن تنتهي فإن على الدول التي أشعلتها أن تفرض حلا في جنيف.

undefined

وفي السياق، كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا يجب أن يكون الأولوية العظمى بعد هذه الحرب التي دامت نحو خمس سنوات وأودت بحياة الآلاف وشردت الملايين داخل وخارج البلاد.

وترى الصحيفة أن بإمكان المعارضة السورية أن تستغل فترة الراحة من الغارات الجوية لإعادة تنظيم صفوفها لشن هجوم جديد لإحداث التحول السياسي الذي لا يزال هدفها.

واعتبرت الصحيفة الهدنة المؤقتة إنجازا كبيرا، وأنها قد تكون التطور الأكثر ملاءمة في البلاد منذ بدء الحرب لأنها قللت العنف بشكل كبير وسمحت بوصول المساعدات الإنسانية لآلاف الأشخاص الذين كانوا على وشك الموت جوعا.

ومع توقف الغارات الجوية في العديد من المناطق تجرأ المحتجون على استئناف المظاهرات السلمية في دمشق وحلب ودرعا وحمص، واستأنفت سيارات الأجرة عملها في تلك المناطق وغيرها، وتجرأ السوريون من جميع الأطراف على تمني وصول هذا الرعب الذي كان يعيشونه إلى نهايته أخيرا.

‪المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا‬ المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا (الجزيرة)
‪المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا‬ المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا (الجزيرة)

من جانبها، نشرت ديلي تلغراف تحذير المبعوث الأممي لسوريا ستفان دي ميستورا في مقابلة أجرتها معه من أن الخلافات الدولية بشأن السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا لا يفيد إلا تنظيم الدولة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات دي ميستورا تأتي قبيل ساعات من بدء الجولة الثالثة التي تقرر أن تكون اليوم الاثنين.

وأضافت أن المحادثات هي الجولة الدبلوماسية الأولى لمحاولة حل الأزمة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار بين الطرفين قد تمكن من الصمود لأكثر من أسبوعين مع نسب نجاح وصلت إلى منع نحو 90% من الاشتباكات التي كانت تحدث قبل سريانه.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطة الأمم المتحدة المقترحة -التي تمتد إلى 18 شهرا وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وانتخابات في نهاية المطاف- تبقى في مهب الريح أمام عدم الاستجابة حتى الآن لطلبات المعارضة بإطلاق فوري لسراح عشرات الآلاف من السياسيين المحتجزين في سجون النظام.

المصدر : الصحافة البريطانية