صحف بريطانية: صبر الغرب ينفد من كوريا الشمالية

People watch a TV news reporting a rocket launch in North Korea, at Seoul Railway Station in Seoul, Sunday, Feb. 7, 2016. For North Korea's propaganda machine, the long-range rocket launch Sunday carved a glorious trail of "fascinating vapor" through the clear blue sky. For South Korea's president, and other world leaders, it was a banned test of dangerous ballistic missile technology and yet another "intolerable provocation." (AP Photo/Ahn Young-joon)
كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا بعيد المدى (أسوشيتد برس)

اهتمت مقالات وافتتاحيات بعض أبرز الصحف البريطانية بالتجربة التي أطلقت فيها كوريا الشمالية أمس الأحد صاروخا بالستيا بعيد المدى، وبردود الفعل المتباينة في المواقف بين الغرب والصين بشأن تلك الخطوة.

فقد انتقدت افتتاحية تلغراف الشجب الذي أصدره المجتمع الدولي ضد أحدث اختبار صاروخي لكوريا الشمالية، واعتبرت أنه لا يتعدى كونه "إدانة روتينية لا تقدم ولا تؤخر، وأنه إذا لم يتخذ موقف حاسم ضدها فمن الصعب كبح طموحاتها".

وتساءلت الصحيفة عن نوع العقاب الذي يمكن فرضه على كوريا الشمالية بحيث يؤثر فيها ويحدث اختلافا، وأردفت أنه لا يمكن الضغط عليها كما حدث في العقوبات الدولية التي فرضت على برنامج إيران النووي إلا من خلال الصين صديقتها الوحيدة وراعيتها الإقليمية، لأن آخر شيء تريده بكين أن تسبب جارتها عدم استقرار سياسي وعسكري في باحتها الخلفية.

ومن الوسائل التي ترى الصحيفة أن الصين تمتلكها لكبح الرئيس كيم جونغ أون ورفاقه فرض حظر اقتصادي وقطع المساعدات التي تقدمها له، لأنها لا تستطيع المخاطرة بقيام بيونغ يانغ بشيء متهور يستدعي ردا عسكريا من اليابان أو الولايات المتحدة.

وفي السياق، كتب كريستوفر غرين بصحيفة غارديان أن العمل "الاستفزازي" الأخير لبيونغ يانغ لا يمكن أخذه بمعزل بما أن الولايات المتحدة والصين لديهما أيضا مصالح كثيرة في المنطقة.

الرئيس كيم جونغ أون يتابع إطلاق الصاروخي بعيد المدى(رويترز)
الرئيس كيم جونغ أون يتابع إطلاق الصاروخي بعيد المدى(رويترز)

وأشار الكاتب إلى أن الطريق لممارسة ضغط ملموس على بيونغ يانغ يمر دائما عبر بكين، وأن الصين كانت تتهم برفض ممارسة النفوذ الذي لديها. وقال إن "المشكلة الكورية" تتصل أيضا بمصالح الصين الخاصة في بحر جنوب الصين، حيث إن أطماع بكين التوسعية تصطدم بالولايات المتحدة التي يتمثل هدفها الإستراتيجي في تعزيز قوة الدول الصغيرة بالمنطقة.

ويرى غرين أن الصين لن تتحرك ضد كوريا الشمالية من دون مقايضة من الجنوب، وأن إمكانية التعاون بين أميركا والصين على تشكيل شرق آسيوي سلمي ومزدهر سيحدد مصير شبه الجزيرة الكورية.

وختم بأن فصل هذه المسألة عن المشاكل الأخرى في المنطقة الأوسع من غير المرجح أن يؤتي ثماره، وبتجربتها الصاروخية أمس الأحد تصدر كوريا الشمالية تذكيرا بأن الحفاظ على السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم هو لعبة معقدة ومحفوفة بالمخاطر.

كما أكدت افتتاحية نفس الصحيفة على محدودية الدبلوماسية في مواجهة ما وصفته بجنون سياسة حافة الهاوية لكوريا الشمالية الذي يمكن أن يسبب مشاكل انتشار نووي تتعدى المنطقة.

وقالت إن أي أمل لتسوية دبلوماسية يرتكز في الأساس على الصين بما أنها الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية والداعمة الاقتصادية والتجارية الرئيسية لها.

من جانبها، كتبت إندبندنت في افتتاحيتها أن المخاطر التي تشكلها كوريا الشمالية أكثر إلحاحا نظرا لترسانتها النووية وجيشها الضخم الذي يعد أكبر قوة عسكرية على الأرض، حيث يتكون من تسعة ملايين فرد، ويمكن إطلاقه على كوريا الجنوبية في أي وقت.

وترى الصحيفة أن أيا من الحل العسكري أو الدبلوماسي لن ينفع معها، وأن الحل بيد الصين كما قال السيناتور الأميركي دونالد ترامب.

المصدر : الصحافة البريطانية