تلغراف: يجب أن تشارك أوروبا في إنقاذ الناتو

انطلاق قمة دول حلف الناتو في وارسو
قمة لدول حلف الناتو في وارسو (الجزيرة-أرشيف)

قالت ديلي تلغراف إن الشيء الوحيد المؤكد بشأن دخول دونالد ترمب الوشيك إلى البيت الأبيض هو أن أميركا في ظل رئاسته ستشهد نهجا أكثر قوة مع أعدائها.

وألمح الكاتب كون كوغلين إلى أن إصرار ترمب على إعادة تثبيت مكانة أميركا باعتبارها القوة العسكرية العظمى البارزة في العالم يتجسد في قبضة كبار ضباط الجيش المتقاعدين الذين عيّنهم في إدارته. واعتبر هذه التشكيلة أخبارا جيدة للقوات المسلحة البريطانية، حيث إن العديد من كبار الضباط العاملين، وخاصة في الجيش، قاتلوا إلى جانب نظرائهم الأميركيين.

ورأى كوغلين أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون هو الشخص الوحيد حتى الآن الذي اقترب من تحديد دور بريطانيا في العالم، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة عندما جادل في أول خطاب سياسي هام له الأسبوع الماضي بشأن أهمية أن تكون بريطانيا محركا رئيسيا في الشؤون العالمية وألا تخجل من التدخل.

ويعتقد جونسون أيضا أن الوقت قد حان لكي تدافع أوروبا عن "النظام الليبرالي العالمي" بدفع حصتها العادلة لتغطية تكاليف الحفاظ على حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث تدفع الولايات المتحدة حاليا أكثر من 70% من فاتورة الدفاع عن الغرب.

خطة الاتحاد الأوروبي لإنشاء قواته المسلحة تكتيك مشتت للانتباه ويهدف إلى تعزيز خطط تجعل من الاتحاد قوة عظمى

وأشار الكاتب إلى القلق من خطط الاتحاد الأوروبي التي أعاد إحياءها من جديد بشأن إنشاء قوات مسلحة خاصة به بدلا من تركيز الجهود لزيادة الإنفاق على الدفاع. وقال إن وجود دفاع مشترك وسياسة أمنية تمكن دول الاتحاد من العمل معا لتحقيق هدف مشترك تحت رعاية الناتو شيء، أما إنشاء بنية تحتية عسكرية أوروبية مستقلة لمنافسة الناتو فهذا شيء آخر.

واعتبر خطة الاتحاد الأوروبي لإنشاء قواته المسلحة تكتيك مشتت للانتباه ويهدف إلى تعزيز خطط تجعل من الاتحاد قوة عظمى، بينما يصرف الانتباه عن كيفية دفع الدول الفردية الصغيرة التزاماتها الدفاعية، وقال إن تشكيل هذه القوة، بهيكل القيادة والتحكم الخاص بها، من شأنه أن يقوض لا محالة فعالية الناتو، في حين أن القضية الحقيقية هي كيفية الحصول على أفضل النتائج من الرجال والعتاد المتاح للدول الأعضاء.

وختم الكاتب بأنه إذا كان الجواب هو تشكيل سياسة دفاع مشتركة تسمح لدول الاتحاد بتجميع مواردها، فليكن. ولكن إذا كان الشاغل الوحيد للاتحاد الأوروبي هو إنشاء جيش خاص به، فحينئذ ستكون بروكسل، وليس ترمب، هي المسؤولة في نهاية المطاف عن زوال حلف الناتو.

المصدر : تلغراف