تلغراف: بوتين يلعب على تحييد وتفريق الغرب

كومبو يضم بوتين وترامب
انتخاب ترمب لرئاسة أميركا يشجع بوتين (يمين) على تحقيق بعض أهدافه (الأوروبية)

في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف، وصف وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ العلاقات الغربية مع روسيا على مدى عقدين من الزمن بأنها تعيش حالة خارجة على حدود السلوك المقبول، وقد توجها في السنتين الأخريين خلافات محتدمة بسبب سوريا وقتل هذا العدد الهائل من المدنيين، وما جرى في أوكرانيا من غزو بوتين لها وضمه شبه جزيرة القرم التي هي جزء من بلد أوروبي تحت مظلة الحماية الغربية، وقتل المنشقين في لندن بالبلوتونيوم المشع.

وألمح هيغ إلى أن الوقت الحالي قد يكون أفضل فرصة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية لإضعاف وتفريق الغرب.

وأشار إلى أن بوتين يقوم بهذه التصرفات لأن أولويته القصوى هي الحفاظ على سلطته في بلد يتدهور اقتصاديا واجتماعيا، وأن هذه السلطة تعتمد على زيادة عائدات النفط والغاز والسيطرة عليها، كما أنه يحتاج لضمان عدم ازدهار المزيد من الاقتصادات المنفتحة والمجتمعات الديمقراطية التي في الجوار كي لا يسعى الشعب الروسي للاقتداء بها.

انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة سيشجع بوتين على تحقيق بعض أهدافه، شريطة أن يتم ذلك بحذر ودهاء. ومن ذلك تعزيز وضع بشار الأسد في سوريا، بغض النظر عن حجم العنف الناجم قبل تنصيب ترمب

وأضاف الوزير السابق أنه إذا كان هذا يعني احتلال جزء من أراضي هذه المجتمعات لمنعها من العمل كدول ذات سيادة -كما هو الحال في جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا- فليكن.

ويرى هيغ أن انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة سيشجع بوتين على تحقيق بعض أهدافه، شريطة أن يتم ذلك بحذر ودهاء. ومن ذلك تعزيز وضع بشار الأسد في سوريا، بغض النظر عن حجم العنف الناجم قبل تنصيب ترمب، وهذا الأمر يفتح الطريق لتقديم نهاية للحرب في سوريا للإدارة الأميركية الجديدة بشروط روسية، ومع وجود الأسد بالسلطة في معظم أنحاء البلاد سيرى العالم أجمع أن بالإمكان الاعتماد على روسيا كحليف وعدم الثقة في دعم الغرب.

وأفاض الوزير في ذكر بعض مخططات بوتين لإضعاف الغرب في أنحاء أوروبا بالتهديد العسكري تارة والاضطرابات الداخلية تارة أخرى، وبذلك يصل الاتحاد الأوروبي لحالة خاصة بعد مغادرة بريطانيا له لا يستطيع معها تحدي روسيا. ونبه إلى أن ما يمكن أن يتمخض من اتفاقات بين أميركا ترمب وبوتين روسيا -تحت زعم علاقات أفضل- هو تفريق وإضعاف وتحييد الغرب.

المصدر : تلغراف