هل يدفع انتخاب ترمب أوروبا لتأسيس مظلتها النووية؟

(L-R) German Defence Minister Ursula von der Leyen , Hungarian Defence Minister Istvan Simicsko, Hungarian Minister of Foreign Affairs and Trade Peter Szijjarto and Austrian Federal Minister for Europe, Integration and Foreign Affairs, Sebastian Kurz during an EU joint meeting between Foreign Affairs ministers and defence ministers Council in Brussels, Belgium, 14 November 2016.
وزراء دفاع أوروبيون أثناء اجتماع مشترك مع وزراء الخارجية ببروكسل في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الأوروبية)

خالد شمت-برلين

كشفت أسبوعية دير شبيغيل الألمانية عن أن انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة أثار شكوكا متزايدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وألمانيا حول استمرار المظلة النووية الأميركية الموجودة منذ عقود كآلية ردع وحماية لأوروبا لمواجهة أي عدوان روسي محتمل.

وذكرت المجلة أن العواصم الأوروبية بدأت بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية نقاشا بشأن إمكانية إقامة مظلة ردع نووية خاصة، لحماية أوروبا ومنعها من الخضوع لأي ابتزاز نووي إن زالت عنها مظلة الحماية النووية الأميركية.

وأشارت إلى أن تقليل ترمب قبل انتخابه من أهمية الناتو، وإشارته إلى احتمال سحب واشنطن يد حمايتها النووية من على أوروبا؛ وضعا الحكومة الألمانية والحلف الأطلسي أمام سؤال صعب عن إمكانية الاعتماد على الترسانة النووية لفرنسا وبريطانيا في تطوير نظام حماية نووي أوروبي، إن طبّق الرئيس الأميركي الجديد ما تحدث عنه سابقا.

قدرة للردع
وحسب دير شبيغيل، فإن هذا الموضوع الحساس خرج من الدوائر المغلقة للتأثير والقرار السياسي (تينك تانك) والدوريات السياسية النخبوية المتخصصة في الغرب إلى الرأي العام، بالرغم من سعي برلين وبروكسل على إبقائه طي الكتمان بأي ثمن، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، ورغبة حكومة المستشارة أنجيلا ميركل في عدم إثارة مزيد من الاستياء بين مواطنيها الذين يرفض أكثر من 90% منهم خيار السلاح النووي.

ونقلت المجلة عن رودريش كيزافيتر ممثل الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي تترأسه المستشارة ميركل، في لجنة الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ)، اقتراحه حماية أوروبا بمظلة مشتركة من الرؤوس النووية الفرنسية والبريطانية، إذا سحب الأميركيون مظلتهم النووية من القارة العجوز.

ورأى كيزا فيتر، وهو جنرال سابق بالجيش الألماني خدم بمقر قيادة الناتو في بروكسل، أن أوروبا أصبحت مطالبة من أجل حماية أمنها بالاستعداد لكافة الاحتمالات، والتخلي عن كل أنماط التفكير المحظورة.

وقالت دير شبيغل إن ترسانة فرنسا وبريطانيا النووية تمثل عُشر الرؤوس النووية الأميركية، لكن قدرتها على توجيه ضربة نووية ثانية تمكن أوروبا من ردع أي هجوم محتمل، خاصة من روسيا التي جعل رئيسها فلاديمير بوتين الخيار النووي محورا لإستراتيجيته المهددة للغرب.

وتواجه إقامة مظلة حماية نووية لأوروبا -حسب المجلة- عقبات سياسية، منها موقف بريطانيا من المشاركة فيها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وحرص فرنسا على اعتبار ترسانتها النووية مشروعا دفاعيا خاصا بها ولا علاقة له بالحلف الأطلسي، وتوقيع ألمانيا عام 1975 اتفاقية عدم إنتاج أو امتلاك أسلحة نووية.

ونوهت المجلة إلى أن هذه الاتفاقية لحظر الأسلحة النووية مثلت محور اتفاقية (4+2) لتوحيد ألمانيا عام 1990 بين الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والألمانيتين الغربية والشرقية، وأوضحت أن الألمان حرصوا بتعاملهم مع الاتفاقيتين على ترك باب موارب للاحتمالات المستقبلية، بتأكيد أن الموافقة عليهما لن تحول دون إمكانية قيام وحدة أوروبية لها برنامج حماية نووي خاص بها.

وخلصت دير شبيغيل إلى أن تأسيس مظلة نووية أوروبية سيتيح لفرنسا صاحبة الترسانة النووية الكبيرة والاقتصاد المتعثر تولي قيادة هذه المظلة التي سيأتي معظم تمويلها من ألمانيا.

المصدر : الصحافة الألمانية