سقوط حلب سيكون صفعة مهينة لتقاعس الغرب

صورمؤثرة الفرار من الموت 45 قتيلاً بقصف قوات النظام في حي جب القبة شرقي مدينة حلب
أشلاء متناثرة من القصف المستمر على حلب الشرقية (الجزيرة)

علقت افتتاحية الغارديان على ما وصفته بفشل الغرب الذريع في حلب بأن كل ما يستطيع العالم فعله الآن، بينما تشق قوات الأسد المدعومة بروسيا طريقها في ثاني أكبر المدن السورية، هو حصر تكلفة الكارثة الإنسانية والعسكرية التي فشل في وقفها.

ورسمت الصحيفة صورة لمشاهد الهجرة الجماعية الجديدة من حلب الشرقية يحتضن فيها الآباء المنهكون أطفالهم المرعوبين بين أذرعهم والشباب الصغير يدفعون كبار السن في عربات اليد أو الكراسي المتحركة والأسر وهي تجر الحقائب المتخمة وسط القصف الشديد.

وانتقدت الصحيفة العجز الواضح لمؤسسات الأمم المتحدة الذي لم يزد على عبارات الإدانة والتحذيرات من كارثة إنسانية قريبة، في وقت أوضحت فيه واشنطن أن أولويتها هي مكافحة تنظيم الدولة وليس إنهاء المذابح التي ترتكبها قوات الأسد وغض روسيا الطرف عن هذه الفظاعات التي ساعدت فيها.

‪المدنيون بحلب يفرون من موت إلى موت‬ المدنيون بحلب يفرون من موت إلى موت (الجزيرة)
‪المدنيون بحلب يفرون من موت إلى موت‬ المدنيون بحلب يفرون من موت إلى موت (الجزيرة)

ورأت أن مصير المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يكشف الفشل الذريع لسياسات الغرب المتناقضة والمجزأة، واعتبرت ذلك إهانة للأمم المتحدة، وأن سقوط المدينة سيكون نصرا واضحا للإستراتيجية الروسية وستنضم حلب إلى القائمة المشينة للدول التي ترتبط أسماؤها بالجرائم الجماعية التي ارتكبت، بينما وقف العالم موقف المتفرج العاجز كما في سربينيتشا وغروزني، وحتى غرنيكا.

وختمت بأن عواقب التطرف وميزان القوى في المنطقة يصعب فهمها بالضبط، لكنها لن تكون جيدة.

ومن جانبها، اعتبرت افتتاحية التايمز سقوط حلب سيكون صفعة مهينة للغرب ويعنى مزيدا من العمل الشاق لإعادة بناء العلاقات مع الحلفاء في الشرق الأوسط.

‪45 قتيلا بقصف قوات النظام في حي جب القبة شرقي مدينة حلب‬ 45 قتيلا بقصف قوات النظام في حي جب القبة شرقي مدينة حلب (ناشطون)
‪45 قتيلا بقصف قوات النظام في حي جب القبة شرقي مدينة حلب‬ 45 قتيلا بقصف قوات النظام في حي جب القبة شرقي مدينة حلب (ناشطون)

وأشارت الصحيفة إلى تقدم قوات النظام السوري في شرق المدينة بمعاونة القاذفات الروسية والمليشيات المدعومة من إيران، وأنها مع تقدمها من حي إلى حي  تختفي أسر ناشطي المعارضة وتتناثر الجثث في الشوارع، وبات واضحا أن سوريا ستشهد نهاية دموية مع نهاية هذا العام، وقالت إن سقوط المدينة يزيد من بؤس واتساع الكارثة الإنسانية التي أزهقت بالفعل أكثر من أربعمئة ألف نفس وشردت الملايين.

واعتبرت الصحيفة حلب نقطة تحول ليس فقط في الحرب ولكن في العلاقة بين واشنطن وموسكو وعلى نطاق أوسع بين الغرب والدول العربية السنية، وأنها أقرب إلى إعادة تموضع إستراتيجي.

وأضافت أن أي شيء يسمح لطهران بالاعتقاد أنها قادرة على مواصلة القتال دون منازع لدور إقليمي أكبر هو أمر مزعزع للاستقرار بشكل خطير ويجب ألا تخرج إيران من مذبحة حلب هذه كأحد المنتصرين.

المصدر : الصحافة البريطانية